وصفت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، بـ”يوم الأمل المتجدد” انعقاد الاجتماع الأول للجنة الدستورية السورية اليوم في جنيف , وأشارت موغيريني في بيان صدر عن مكتبها الأربعاء أن هذا الاجتماع هو لحظة مهمة طال انتظارها، فـ”من الأهمية بمكان الآن أن تبدأ اللجنة مناقشات جادة وبحسن نية وأن تقدم نتيجة في صالح البلد بأكمله”، وكانت اللجنة الدستورية السورية قد أنشأت بعد نقاش طويل بين الأطراف المعنية في إطار قرار مجلس الأمن 2254 ومهمتها مناقشة إطار دستوري مستقبلي للبلاد.
واعتبرت المسؤولة الأوربية أن اللجنة الدستورية وحدها لن تحل الصراع في البلاد، مشددة على ضرورة أن يتم تنفيذ جميع مواد قرار مجلس الأمن رقم 2254 تحت اشراف المبعوث الدولي الخاص لسورية غير بيدرسون , لكن اللجنة الدستورية برأي موغيريني، ستكون المفتاح لإطلاق الحل الوحيد القابل للتطبيق وهو الحل السياسي , وكررت المفوضة دعم الاتحاد الأوروبي لعمل المبعوث الدولي، فـ”نحن مستعدون لمرافقة عملية السلام في سورية بأي طريقة ممكنة وبالتعاون الوثيق مع الأمم المتحدة” , ويردد الأوروبيون أن تظل العملية السياسية المؤدية إلى حل تفاوضي للأزمة السورية مسألة سورية – سورية وبقيادة سورية.
من جانبه , أكد المفوض الأوروبي المكلف الشؤون الأمنية جوليان كينغ ، على استعداد المفوضية لدعم قرارات الدول الأعضاء بشأن استعادة مواطنيهم الذين قاتلوا في سورية والعراق , وكان كينغ يتحدث خلال مؤتمر صحفي أمس بالاشتراك مع المفوض المكلف شؤون الهجرة والداخلية ديمتريس أفراموبولوس ، تم خلاله عرض التقرير العشرين لمدى تقدم بروكسل على طريق انشاء اتحاد أمني متماسك وصلب , ويشدد الأوروبيون على أن مسألة إعادة المواطنين الذين قاتلوا إلى جانب تنظيم “داعش” ، والمتواجدين في سورية والعراق مسألة تدخل ضمن صلاحيات الدول الأعضاء حصراً.
وتقدر بروكسل بـ500 عدد مواطنيها الذين قاتلوا في صفوف التنظيم المتطرف ، و1400 طفل ولد في أماكن الصراعات لوالد أو لوالدين أوروبيين، ووفق كلام كينغ ، “أثمّن تحرك بعض الدول من أجل استعادة الأطفال ، وبشكل خاص الأيتام منهم” , ووصف كينغ قيام المفوضية بوضع شبكة توعية ضد التطرف تعمل داخل المدارس والسجون بأنها جيدة ، مؤكداً أن هذا الأمر أعطى نتائج جيدة , وتقول المؤسسات الأوروبية إنها لن تضغط على العواصم لاستعادة المقاتلين وعائلاتهم ، ولكنها ستدعم مثل هذه القرارات لو اتخذت.
وحول التهديدات الإرهابية من عناصر تنظيم “داعش” عقب مقتل زعيم التنظبم أبو بكر البغدادي , بعملية أمريكية في سورية , أكد المفوضان أفراموبولوس وكينغ أن الاتحاد بات الآن أكثر قدرة من ذي قبل على مواجهة التهديدات الإرهابية والحفاظ على أمن مواطنيه ، أوضح كينغ أن الاتحاد الأوروبي حقق تقدماً كبيراً على طريق تجفيف منابع التمويل عبر تبادل المعطيات مع الولايات المتحدة الأمريكية ومن خلال تدعيم وكالاته الخاصة , وأشار كينغ الى أن الأوروبيين يقومون بإجراء حوارات مع مختلف الأطراف الدولية والإقليمية لإقامة نظام تتبع عالمي للأموال التي قد تغذي العمل الإرهابي ، فـ”علينا العمل والتقدم على هذا الطريق”
