أعلنت روسيا ، الخميس ، بدء انسحاب عناصر ميليشيات حزب العمال الكردستاني الإرهابية من المناطق الحدودية شمالي سورية ، بموجب اتفاق عقب استضافت مدينة سوتشي قمة تركية ـ روسية ، انتهت الثلاثاء بالتوصل إلى اتفاق حول انسحاب ميليشيات “لكردستاني” الإرهابية بأسلحتها عن الحدود التركية إلى مسافة 30 كم خلال 150 ساعة , وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين : “هذه العناصر بدأت بالانسحاب اليوم الخميس من المناطق الحدودية في سورية ، والمتاخمة لتركيا” , وأضاف : “تم الانسحاب وفق اتفاق سوتشي بين الجانبين التركي والروسي، ويسعدنا أن الاتفاقيات التي تم التوصل إليها يجري تنفيذها”
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن فيرشينين قوله ”نشعر بالرضا لما نلاحظه من تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في مدينة سوتشي (في جنوب روسيا) .. كل شيء يُنفذ” , ويقضي الاتفاق الذي توصل إليه الرئيسان فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان في مدينة سوتشي الروسية بأن تتولى الشرطة العسكرية الروسية وحرس الحدود السوري إبعاد كل قوات وحدات حماية الشعب الكردية مسافة 30 كيلومترا عن الحدود خلال ستة أيام تقريبا , وستبدأ القوات الروسية والتركية يوم الثلاثاء القادم تسيير دوريات في شريط بعمق عشرة كيلومترات في شمال شرق سوريا حيث ظلت قوات أمريكية تعمل لسنوات مع حلفائها الأكراد السابقين.
وقالت الوكالة يوم الخميس نقلا عن مسؤول بفصيل تابع لـ”قوات سورية الديمقراطية” التي تهيمن عليها ميليشيات “الكردستاني” إن أفراد الفصيل انسحبوا مسافة 32 كيلومترا بعيدا عن الحدود السورية مع تركيا , وقال المسؤول إن الأكراد من عناصر “قوات سورية الديمقراطية” على استعداد لبحث الانضمام لقوات الأسد بمجرد تسوية الأزمة في سورية سياسيا , وكانت وكالة الإعلام الروسية قالت في وقت سابق يوم الخميس إن موسكو سترسل قوات إضافية قوامها 276 من الشرطة العسكرية و33 وحدة من العتاد العسكري إلى سوريا خلال أسبوع للمساعدة في تنفيذ الاتفاق , ووصلت الدفعة الأولى من الشرطة العسكرية الروسية إلى مدينة كوباني الشمالية السورية يوم الأربعاء
وسئلت مصادر أمنية تركية عما إذا كانت دوريات مشتركة ستسير مع الروس أم دوريات منفصلة بالتنسيق فيما بينها فقالت يوم الخميس إن أنقرة لا تزال تدرس الموضوع وإن فترة انسحاب ميليشيات “الكردستاني” بدأت لتوها , ويمثل وصول الشرطة العسكرية الروسية تحولا في ميزان القوى بالمنطقة بعد أسبوعين فحسب من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب القوات الخاصة الأمريكية في خطوة قوبلت بالانتقاد في واشنطن وغيرها , وعقب قرار ترامب تقدمت القوات التركية وفصائل من الجيش الوطني السوري , وشنت هجوما على ميليشيات “الكردستاني” في شمال شرق سورية
وأوقفت تركيا الهجوم الأسبوع الماضي بموجب وقف لإطلاق النار تم التوصل إليه بوساطة أمريكية للسماح بانسحاب عناصر ميليشيات “الكردستاني” , ثم حصلت تركيا على دعم روسي في سوتشي لصفقة أشمل تتطلب انسحاب الميليشيات من المنطقة الحدودية في الشمال الشرقي بالكامل , وقال ترامب يوم الأربعاء إن وقف إطلاق النار أصبح دائما ورفع العقوبات التي كانت مفروضة على تركيا بسبب هجومها , ومن المتوقع أن يركز وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر على الهجوم التركي ومستقبل الحرب على تنظيم “داعش” في اجتماع لحلف شمال الأطلسي هذا الأسبوع.
