قال مسؤول في ميليشيات حزب العمال الكردستاني , أمس أنها ستسحب قواتها وأسلحتها الثقيلة من شريط على الحدود بين سورية وتركيا وذلك بموجب اتفاقات بين الولايات المتحدة وتركيا , وذكرت السلطة التابعة لـ”الكردستاني” وتدير مناطق شمال وشرق سورية أن انسحاب قواتها من بعض المواقع الحدودية في الأيام القليلة الماضية يبرهن على مدى جديتها بشأن المحادثات الجارية , وذلك التطور علامة على التقدم في المحادثات بين الولايات المتحدة وتركيا والهادفة إلى حل الخلافات العميقة بينهما بشأن وجود عناصر ميليشيات “الكردستاني” بعد أن حذرت أنقرة مرارا من أنها ستتوغل عسكريا في شمال شرق سورية لإبعاد هذه الميليشيات المدعومة من الولايات المتحدة عن الحدود
وقال مصطفى بالي المتحدث باسم “قوات سورية الديمقراطية” لرويترز إن عرض الشريط الحدودي على الجانب السوري سيتفاوت ويشمل مناطق ريفية أو مواقع عسكرية وليس مدنا أو بلدات , وأضاف أن “وحدات حماية الشعب” و”قوات سورية الديمقراطية” ستفكك حواجز وصفها بأنها ذات طبيعة دفاعية هناك وستسلم السيطرة للمجالس العسكرية للمقاتلين المحليين , وقال بالي إن القوات التركية وقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ستحرس القطاع الحدودي لكنها ستتمركز داخل تركيا , وأضاف أن الاتفاق يقضي بتشكيل آلية أمنية وليس منطقة آمنة مما يهدئ مزاعم تركيا المتعلقة بالخوف على أمنها القومي
وأبلغ مصدر مطلع على المحادثات رويترز بأنه على الرغم من أن واشنطن وأنقرة لا تزالان تبحثان مدى عمق المنطقة فإنهما اتفقا على بدء العمل على قطاع واحد من الحدود , وقال المصدر “ترتيب آلية الأمان قيد التنفيذ على مراحل” ، مضيفا أن الترتيبات ستتفاوت في مناطق مختلفة من الحدود , وقالت تركيا والولايات المتحدة هذا الشهر إنهما اتفقتا على المرحلة الأولى لاتفاق أمني على امتداد الحدود , ولم تقدم الدولتان تفاصيل تذكر بشأن الاتفاق على ما تصفه تركيا ”بالمنطقة الآمنة“ داخل سورية , وجاء ذلك عقب شهور من الجمود بشأن مدى عمق المنطقة في شمال شرق سورية ، والذي لا يزال نقطة خلاف رئيسية ، ومن يجب قيادة القوات التي تسير دوريات فيها , وتهيمن ميليشيات “الكردستاني” على “قوات سورية الديمقراطية”
وأفاد المصدر بأن الدوريات الأمريكية التركية المشتركة ستراقب إزالة الأسلحة الثقيلة والتحصينات والأنفاق إلى جانب وجود ميليشيات “الكردستاني” بين مدينتي تل أبيض ورأس العين ، وهما مدينتان حدوديتان سوريتان يفصلهما نحو 100 كيلومتر , ويبلغ ذلك القطاع تقريبا ربع مجمل الحدود التي يمكن أن تغطي المنطقة، والتي تنادي تركيا بضرورة أن تمتد لمسافة 20 ميلا (32 كيلومترا) داخل سورية , وقال المسؤول ”هناك تقارب، لكن إصرارنا على العشرين ميلا قائم. الولايات المتحدة اتخذت خطوات لتحسين هذا ، لكنها ما زالت غير كافية … يستحيل بالنسبة لنا قبول وجود قوات سورية الديمقراطية هناك“.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الاثنين إن القوات البرية التركية ستدخل المنطقة المقررة ”قريبا جدا“، بعد إقامة مركز عسكري مشترك مع واشنطن للإشراف على العملية في مطلع الأسبوع. وأضاف أن الطائرات التركية المسيرة والهليكوبتر حلقت بالفعل فوق المنطقة , وذكر أردوغان أن تركيا أتمت جميع الاستعدادات لتنفيذ خططها إذا لم تلب مطالبها , وقالت السلطة التابعة لـ”الكردستاني” وتدير المنطقة إن الميليشيات انسحبت بالفعل من منطقتي تل أبيض ورأس العين في الأيام القليلة الماضية. وأضافت في بيان أن “هذه الخطوة تؤكد جدية التزامنا بالتفاهمات الجارية وحرصنا في التوصل الى حل كافة القضايا عن طريق الحوار السلمي مع دول الجوار”
