لليوم الخامس على التوالي شهدت عدة مدن وبلدات الريف الشرقي بمحافظة دير الزور مظاهرات نظمها الاهالي احتجاجاً على وجود ميليشيات حزب العمال الكردستاني وحكمها لمناطقهم , وذكر سكان ومحتجون ورؤساء عشائر يوم الأحد أن العرب في محافظة دير الزور السورية صعدوا احتجاجاتهم ضد “قوات سورية الديمقراطية” التي تهيمن عليها ميليشيات “الكردستاني” الذي يسيطر على المحافظة الغنية بالنفط , وقالوا إن مظاهرات بدأت قبل خمسة أيام في سلسلة بلدات من البصيرة إلى الشحيل ، في حزام استراتيجي للنفط في قلب أراض تسكنها عشائر عربية إلى الشرق من نهر الفرات.
وأفاد مراسل SYRIA PRESS بأن المظاهرات تواصلت لليوم الثالث على التوالي في مدينة البصيرة تنديدا بمجزرة ميليشيات “الكردستاني” الأخيرة بقرية الضمان والتي راح ضحيتها عدة مدنيين ودعا المتظاهرون لتوسيع الاحتجاجات بكافة ريف ديرالزور الشرقي , كما شهدت عدد من مدن وبلدات بمحافظة دير الزور ، مظاهرات طالبت برحيل ميليشات “الكردستاني” من المنطقة ، ونددت بفساده وسرقته لموارد المنطقة , وأضاف المراسل أن المئات شاركوا في المظاهرات التي خرجت أول مرة يوم الخميس في مدينة البصيرة وبلدة العزبة بريف ديرالزور الشمالي ، وأشار إلى أن عناصر الميليشيات هاجموا مظاهرة في بلدة العزبة وفضوها بالقوة
وأحرق المحتجون إطارات على امتداد طريق سريع من دير الزور إلى الحسكة تستخدمه ناقلات النفط في تجارة مربحة للميليشيات وكتب المحتجون على لافتة في قرية الشنان والتي أرسل السكان صورها لرويترز ونشروها على وسائل التواصل الاجتماعي ”وين نفطنا؟ وارداتنا وين؟ لن نقبل بعد اليوم من نقل ثرواتنا خارج مناطقنا“ , وقال سكان ومحتجون ورؤساء عشائر إن السكان الغاضبين أجبروا ناقلات النفط من حقل العمر القريب ، وهو أكبر الحقول التي تسيطر عليها ميليشيا “وحدات حماية الشعب” التابعة لحزب العمال الكردستاني إلى العودة لغضبهم مما يعتبرونها سرقة للنفط من مناطقهم.
وهتف المحتجون في الحصين ، وهي من البلدات التي تشهد احتجاجات كبيرة ”لا للاحتلال الكردي“ , ورفضت ميليشيات “الكردستاني” رسميا التعليق على الاضطرابات لكن مسؤولين قالا لرويترز في أحاديث خاصة بأنها بدأت محادثات مع زعماء العشائر بشأن مطالب السكان المحليين والتي تشمل إنهاء الاحتجازات التعسفية , وواصلت قوات سوريا الديمقراطية بيع النفط لحكومة الأسد في دمشق رغم هواجس الولايات المتحدة. وزادت شحناتها في الأسابيع الأخيرة لتخفيف نقص حاد في الوقود نجم إلى حد ما عن العقوبات الأمريكية على إيران الداعم الرئيسي لنظام الأسد
لكن سكان ووجهاء قبائل يقولون إن الاستياء من حكم “قوات سورية الديمقراطية” زاد بين السكان الذين يغلب عليهم العرب إذ يعترض كثير منهم على التجنيد الإجباري للشباب الذكور وعلى وجود تمييز على مستوى طبقات القيادة العليا , وفي ظل تدهور الأحوال المعيشية، وافتقار كثير من البلدات للكهرباء، يشكو السكان العرب من أن الإدارة التي تقودها وحدات حماية الشعب تحابي المناطق التي يغلب عليها الأكراد في شمال شرق سورية , ورفع متظاهرون غاضبون ببلدة الطيانة لافتة يوم الأحد تقول ”سجون قوات سورية الديمقراطية .. العرب 100 بالمئة الأكراد صفر بالمئة. أين العدل“.
وبحسب مصادر محلية رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها “يسرقوننا باسم الديمقراطية”، في إشارة إلى قوات سورية الديمقراطية “قسد” التي اعتقلت أحد أبناء بلدة الشعفة بعد عودته إليها ، بتهمة الاشتباه بانتمائه إلى تنظيم داعش , وأضافت المصادر أن حواجز “قسد” في المنطقة تقوم بعمليات اعتقال تعسفي بحق الشباب لمجرد أنهم من أبناء البلدات التي كان التنظيم يسيطر عليها سابقاً , وندد الاهالي المحتجين بغلاء الاسعار و احتكار السلطة بيد الأكرد وأهمال العنصر العربي لمدنيين وسوء الخدمات اللازمة ، وكذلك الإنفلات الأمني التي شهدتها المنطقة والإعتقالات التعسفية بحق المدنيين العزل والاغتيالات بحق بعضهم بالريفين الشرقي والغربي وكذلك الشمال وأبتزازهم من أجل دفع الاموال أو توجه تهم لهم . وقام المتظاهرين بقطع الطريق الدولي الواصل بين محافظتي الرقة و ديرالزور
