أعلن الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غويتريش تشكيل اللجنة الدستورية السورية التي ستقوم بالعمل على وضع دستور سوري وفقًا لقرار مجلس الأمن 2254، وتيسر عملها الأمم المتحدة في جنيف، على أن تبدأ أولى اجتماعاتها في الأسابيع المقبلة , وقال غويتريش في مؤتمر صحافي بالأمم المتحدة أمس ، إن حكومة الأسد وهيئة المعارضة السورية العليا للمفاوضات “وافقتا على إنشاء لجنة دستورية ذات مصداقية ومتوازنة وشاملة ستيسرها الأمم المتحدة في جنيف” ولم يكشف عن أسماء أعضائها , وأضاف “أؤمن بأن اطلاق اللجنة الدستورية التي يقودها ويملكها السوريون يمكن ، بل يجب ، أن تشرع البداية للمسار السياسي للخروج من هذه المأساة نحو حل يحقق تطلعات جميع السوريين المشروعة”
واشاد غوتيريش بالاتفاق ، مؤكدا أن اللجنة الدستورية ستعقد في جنيف خلال الأسابيع المقبلة , وجاء اعلان غوتيريش بعد محادثات وصفها بيدرسون، مباحثات وصفت بالـ “ناجحة” في دمشق مع وزير خارجية النظام وليد المعلم بشأن اللجنة الدستورية المزمع الإعلان عنها كجزء من العملية السياسية لإنهاء النزاع المستمر منذ العام 2011. وإثر لقائه المعلم ، قال بيدرسون للصحافيين : “اختتمت جولة أخرى من المناقشات الناجحة للغاية مع وزير الخارجية المعلم” , وأضاف غويتريش في بيان رسمي أمس في نيويورك “يسعدني أن أعلن موافقة حكومة الجمهورية العربية السورية وهيئة التفاوض السورية على إنشاء لجنة دستورية ذات مصداقية ومتوازنة وشاملة تيسر عملها الأمم المتحدة في جنيف”
وقال الأمين العام “أرحب بالتقدم الذي أحرزته الحكومة والمعارضة. قام مبعوثي الخاص بتيسير الاتفاق وفقًا لقرار مجلس الأمن 2254 (2015)، وسوف يجمع اللجنة الدستورية في الأسابيع المقبلة” , وأضاف “أعتقد اعتقاداً راسخاً أن إطلاق اللجنة الدستورية يقودها ويمتلكها السوريون يمكن ويجب أن يكون بداية المسار السياسي للخروج من المأساة نحو حل يتماشى مع القرار 2254 (2015) الذي يلبي التطلعات المشروعة لجميع السوريين ويستند إلى التزام قوي بسيادة البلد واستقلاله ووحدته وسلامة أراضيه. يجب أن يكون افتتاح وعمل اللجنة الدستورية مصحوبًا بإجراءات ملموسة لبناء الثقة حيث أن مبعوثي الخاص يضطلع بولايته لتسهيل عملية سياسية أوسع نحو الأمام”.
واختتم غوتيريش بالقول “إنني أُقدّر المشاركة الدبلوماسية لحكومات روسيا وتركيا وإيران في دعم إبرام الاتفاق. كما أنني ممتن لدعم أعضاء مجلس الأمن وأعضاء المجموعة المصغرة. أنا ممتن للمساهمات التي تلقاها مبعوثي الخاص من شريحة واسعة من المجتمع السوري ، نساءً ورجالاً. وسيواصل مبعوثي الخاص التشاور على نطاق واسع في الاضطلاع بولايته” , وكان المبعوث الأممي الخاص لسورية غير بيدرسن، قد التقى في دمشق مع وزير خارجية النظام ونائبه ، كما أجرى اتصالاً برئيس هيئة المفاوضات السورية نصر الحريري ، وقال إن المحادثات كانت “إيجابية جداً”، فيما يتعلق بمناقشة القضايا المتعلقة بتشكيل اللجنة الدستورية ، وقال إنه سيقوم باطلاع الأمين العام على نتائج محادثاته هذه لكن محللون توقعوا أن تكون مهمة اللجنة شاقة نظرا لعمق الخلافات بين نظام الأسد والمعارضة السورية
