قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ، غير بيدرسون , إن “حجم العنف وعدم الاستقرار في سورية مقلق للغاية : هناك عدد متزايد من القتلى المدنيين ؛ ملايين النازحين ، عشرات الآلاف من المحتجزين أو المفقودين ؛ أجزاء كبيرة من الأراضي السورية مجزأة بين مختلف الجهات الفاعلة ؛ المواجهات بين الدول على محاور متعددة ؛ داعش يكثف هجماته الفدائية ؛ فيما لم يتم بعد إطلاق عملية سياسية حقيقية” , وأضاف أمام جلسة مجلس الأمن اليوم الخميس حول الوضع الحالي في سورية : “هذه الديناميكيات يمكن ويجب أن تتغير”
وسلط بيدرسون الضوء على خمسة شواغل رئيسية تشكل قلقا حاليا في الميدان : “الوضع في شمال غرب سورية وأعمال العنف في إدلب ومحيطها على الرغم من محاولة روسية – تركية لوقف إطلاق النار مطلع الشهر الحالي , والوضع في شمال شرق البلاد بعد اندلاع التوترات في تموز/ يوليو وتمركز القوات على التركية بالقرب من الحدود , والتوترات الإسرائيلية -الإيرانية في أعقاب الهجمات الجوية الإسرائيلية على دمشق ومقتل اثنين من عناصر حزب الله , بالإضافة للوضع في جنوب غرب سورية حيث تشكل تقارير حول اعتقالات وتظاهرات وعمليات اختفاء واغتيال مصدر قلق بالغ ، بالإضافة إلى الوضع الأليم في مخيمي الركبان والهول”
وأشار إلى , “الخطر الذي تواجهه الأسر السورية بما في ذلك الصراع العنيف والإرهاب والتهجير والتجنيد والاعتقال التعسفي والتعذيب وتشرذم العائلات والعنف القائم على النوع الاجتماعي، ومستويات غير مسبوقة من الفقر والشعور باليأس، والعقبات أمام العودة الآمنة والكريمة والطوعية للاجئين” , مؤكدا أنه لا يوجد حل عسكري للصراع السوري ، ذكّر المبعوث الخاص بأهمية وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني، المنصوص عليه في القرار 2254، وبأهمية التوصل إلى اتفاق متين حول إنشاء “لجنة دستورية ذات مصداقية ومتوازنة وشاملة، بقيادة وملكية سوريّة” لتلتئم تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف لتكون بمثابة خطوة أولى فعالة نحو فتح الطريق أمام مسار سياسي أوسع.
وقال “هناك تفاهم قوي على رئيسين مشتركين متساويين – أحدهما من قبل الحكومة والآخر من المعارضة ؛ وعلى تسهيل الأمم المتحدة للعملية من خلال مساعي مكتبي الحميدة ؛ وعلى عتبة تصويت بنسبة 75 ٪ مع السعي للتوصل إلى توافق في الآراء؛ على هيئة كبيرة تضم 150 عضوًا وأخرى صغيرة تتكون من 45 عضوًا ؛ والتزامًا واضحًا بضمان سلامة وأمن أعضاء اللجنة وأقاربهم , وقال بيدرسون إن الفاعلين الدوليين يتحملون أيضا مسؤولية تعميق حوارهم ودعم العملية التي تيسرها الأمم المتحدة ، مشيرا إلى أن الشهر المقبل سيكون “حاسما”. ودعا إلى وضع اللمسات الأخيرة على اللجنة الدستورية وأن تحقق الجهات الدولية الفاعلة الرئيسية الاستقرار في إدلب والشمال الشرقي من البلاد وتدعم جهود الأمم المتحدة في سورية
وشدد المبعوث الأممي على ضرورة مواكبة الإجراءات التي تتعلق بمسائل السجناء والأسرى والمفقودين، بإجراءات تشكيل اللجنة الدستورية , وأضاف بيدرسون , خلال تقديمه تقريرًا حول الوضع الإنساني في سورية لمجلس الأمن : “أن هناك عقبات تواجه ملايين اللاجئين السوريين الراغبين بالعودة إلى بلادهم” ، لافتًا إلى أنه سيزور العاصمة السورية دمشق في المستقبل القريب ؛ لاستكمال المفاوضات حول تشكيل اللجنة الدستورية , وفي تصريح له أمس أمس قال بيدرسن , إنه يضع اللمسات الأخيرة في عملية تشكيل لجنة مناقشة الدستور السوري ، تماشيا مع القرار الدولي رقم 2254.