أعادت الحكومة العراقية افتتاح معبر القائم الحدودي مع سورية يوم الاثنين بعد ثماني سنوات من إغلاقه وسط اضطرابات بالمنطقة في أحدث مؤشر على التطبيع بين بغداد ودمشق فيما يمثل مكسبا لحليفتيهما المشتركة إيران , وقالت وكالة الأنباء العراقية أمس الأول , إن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي وافق على فتح معبر القائم الحدودي مع سورية يوم غد الاثنين، في أحدث مؤشر على تطبيع العلاقات بين بغداد وحكومة بشار الأسد , وذكرت الوكالة أن رئيس هيئة المنافذ الحدودية كاظم محمد العقابي أكد “جاهزية المنفذ لمرور المسافرين وأيضا للتبادل التجاري”
وأعلن مسؤولون عراقيون فتح المعبر أمام حركة المسافرين والتجارة. ويعد هذا المعبر مهما لمحاولة إيران تعزيز نفوذها المتنامي على ممر من الأرض يمتد من طهران إلى بيروت , وقال وزير داخلية النظام محمد خالد الرحمون إن فتح المعبر يأتي ”نتيجة انتصار شعبينا في سورية والعراق على التنظيمات الإرهابية بمختلف مسمياتها وعلى رأسها تنظيم داعش“ , ونقل مراسل لرويترز عن رئيس هيئة المنافذ الحدودية قوله خلال مراسم فتح المعبر التي حضرها مع الرحمون بالإضافة إلى محافظين من على جانبي الحدود قوله إن هذه الخطوة ستنعش التعاون الاقتصادي بين سورية والعراق
واستعادت الحكومة العراقية في نوفمبر تشرين الثاني من عام 2017 بلدة القائم الواقعة في محافظة الأنبار في غرب البلاد من تنظيم “داعش” ، حيث كانت البلدة التي تبعد 300 كيلومتر غربي بغداد آخر معقل للتنظيم قبل سقوطه في العراق , القائم متاخمة لبلدة البوكمال السورية والتي كانت أيضا معقلا للتنظيم. وتقع البلدتان على طريق إمدادات استراتيجي وكان المعبر مفتوحا أمام حركة المرور الحكومية والعسكرية فقط منذ عام 2011 , كما سيطرت قوات الأسد بدعم قوي من ميليشيات طائفية تدعمها إيران في استعادة البوكمال المطلة على نهر الفرات قرب نهاية عام 2017.
وشهد الجانب العراقي من الحدود انتشار أعداد كبيرة من مسلحي ميليشيات “الحشد الشعبي” التي تسيطر بشكل فعلي حاليا على مساحات كبيرة على امتداد الحدود ولها مواقع لا تبعد كثيرا عن قواعد عسكرية تؤوي جنودا أمريكيين , وقال مصدر أمني في القائم لرويترز إن قوات “الحشد الشعبي” ستشارك في تأمين المعبر , وتسيطر “قوات سورية الديمقراطية” المدعومة من الولايات المتحدة على أراض سورية على الجانب الآخر من بلدة البوكمال على الضفة الشرقية للنهر , ويزيد وجود حلفاء لإيران على جانبي الحدود، وعلى مقربة من قوات أمريكية وميليشيات حليفة لها، التوتر بين واشنطن وطهران اللتين تخوضان مواجهة بسبب البرنامج النووي لطهران وأنشطتها بالمنطقة
وعلى الجانب السوري أظهرت لقطات مصورة بثتها قناة الإخبارية التلفزيونية المعبر الحدودي وقد زينته الأعلام السورية وصور رئيس النظام بشار الأسد , ونقلت القناة التلفزيونية عن سياسي محلي يدعى علي فارس قوله إن افتتاح المعبر يوم تاريخي للعراق وسورية ، مضيفا أنه سيكون لذلك نتائج اقتصادية واجتماعية عظيمة , وقال مراسل القناة التلفزيونية إن المعبر شريان اقتصادي هام , ودعت الحكومة العراقية في الآونة الأخيرة لعودة نظام الأسد ممثلاً لسورية في الجامعة العربية بعد تعليقها في 2011 عقب حملته الأمنية والعسكرية على المحتجين السلميين قبل أن يشن حرباً بمساندة حلفاءه لوأد الثورة الشعبية في سورية المطالبة بإسقاط نظام الأسد