قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن الأمم المتحدة أكملت بنجاح إيصال قافلة مساعدات إلى مخيم الركبان على طول الحدود الأردنية ، في الفترة من 26 إلى 29 أيلول سبتمبر الحالي ، بهدف تقديم المساعدات الإنسانية ودعم المغادرة الطوعية لسكان المخيم , وأوضح المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريك في المؤتمر الصحفي اليومي أن العملية تمت بالكامل وفقًا للمبادئ الإنسانية ومعايير الحماية الدنيا , وبحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ، فإن مسح تقييم الاحتياجات الذي تم إجراؤه الشهر الماضي، وجد أن من بين سكان الركبان المقدر عددهم بـنحو 15 ألف نسمة ، حوالي 37% منهم أرادوا المغادرة ، فيما أعرب نحو 47% عن رغبتهم في البقاء ، في حين أن الـ 16% الباقية لم يقرروا بعد.
وجدد دوغاريك دعوة الأمم المتحدة إلى متابعة الوصول إلى المحتاجين في مخيم الركبان، مشيرًا إلى أن المرحلة الثالثة من العمليات الإنسانية تتضمن دعم الأشخاص الذين يرغبون في المغادرة مع إيجاد حلول دائمة , ودخل وفد من الأمم المتحدة يوم الجمعة إلى مخيم الركبان ، في إطار المرحلة الأخيرة من الاتفاقية المتعلقة بتفكيكه وإجلاء نزلائه , وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في سورية هيدين هالدورسون : “أستطيع التأكيد أن العملية المشتركة للأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري الهادفة للمساعدة في الخروج الطوعي للنازحين من مخيم الركبان مستمرة” ، رافضا تقديم مزيد من المعلومات لدواعي تأمين العملية.
من جهتها اتهمت “الهيئة السياسية في مخيم الركبان” , وفد الأمم المتحدة بمحاولة الالتفاف على الاتفاق مع الأهالي والضغط عليهم للخروج من المخيم باتجاه مناطق سيطرة نظام الأسد , كما اتهمت أعضاء الوفد بممارسة استفزازات ضد سكان المخيم , وطالبت الهيئة في بيان صدر عنها أمس , “جيش مغاوير الثورة” الذي يشرف على حماية منطقة الـ ٥٥ كم ، بمنع وصول وفد الأمم المتحدة إلى المخيم , وأشار البيان إلى إخلال الوفد الأممي بالاتفاق وعدم توزيع المساعدات الطبية التي كان المفروض أن تدخل بالمرحلة الثالثة، مترافقة مع إجلاء الراغبين بالعودة إلى مناطق سيطرة الأسد.
وجاء في البيان: “إلى قيادة التحالف الدولي بمنطقة 55 کم استنادا إلى ما جرى من قيام الامم المتحدة بعدم إحضار المساعدات الطبية المتفق عليها سابقا بين وفد الامم المتحدة والهلال الأحمر السوري من طرف، وأعضاء المجتمع المدني بالمخيم من طرف ثاني، نرفض دخول وفد الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري إلى المخيم” , وطالبت الهيئة بالعمل على تطبيق اتفاق جديد بين الأطراف وتسجيله لمنع الإخلال به من جديد ، مؤكدة رفضها السماح بإجلاء المدنيين في حال عدم إدخال المساعدات الطبية , وفي وقت سابق أعلن مسؤولون عسكريون روس أن عملية إجلاء قاطني مخيم الركبان ستبدأ في 27 أيلول سبتمبر وستجرى تحت إشراف الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري على ثلاث مراحل خلال 30 يوما، على أن تضم كل دفعة 3500 شخص، يتم نقلهم إلى مراكز إيواء مؤقتة
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد اتهمت الجيش الأمريكي في منطقة التنف بمحيط المخيم، بعرقلة الجهود الرامية إلى تفكيك المخيم وإنهاء معاناة سكانه , وذكرت مصادر محلية في المخيم , يوم السبت، أن الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري أعلنا عن انسحابهما اليوم من مخيم الركبان بأمر من التحالف الدولي ، ولم يخرج معهما سوى 100 عائلة فقط , وقال المسؤول عن عملية الإخلاء من قبل نظام الأسد , إن “القوات الأمريكية والتنظيمات المسلحة المدعومة منها، عرقلت تنفيذ خطة أممية لإجلاء النازحين المتبقين في مخيم الركبان، كان من المفترض الشروع في تنفيذها الجمعة , وأكد أحمد منير محمد بعد عودته من معبر جلغيم الذي فتحته حكومة الأسد لدخول سكان المخيم إلى مناطق سيطرتها , وأضاف محمد : “التحالف الدولي وأميركا وإرهابيوها هم من منعوا الأهالي من الخروج من أجل استخدامهم كدروع بشرية”، موضحا أنه “حتى مساء أمس لم يخرج من المخيم سوى 250 شخصا”
