دعا البطريرك الماروني في لبنان، بشارة الراعي، أمس الأحد، اللاجئين السوريين في لبنان، لمغادرة الأراضي اللبنانية، مطالباً في الوقت ذاته من الفرقاء اللبنانيين التفاوض مع رئيس النظام السوري، بشار الأسد لتأمين عودتهم.
وقال الراعي في مقابلة تلفزيونية على برنامج “وهلق شو” على قناة “الجديد” اللبنانية، “إن اللاجئين السوريين لا يمنكهم البقاء في بلادنا على حساب لبنان”.
وأضاف: “فرضت عليكم “الحرب الأولى” ولكن إن لم تعودوا إلى منازلكم فأنتم تفرضون على أنفسكم “الحرب الثانية”.
حل تفاوضي مع الأسد
وطالب البطريرك جميع المسؤوليين اللبنانيين بإيجاد حل تفاوضي مع بشار الأسد لعودة النازحين ومعرفة ما إن كان يريد عودتهم قبل التنبؤ بموقفه، وإن كان هناك جزء لا يريد عودتهم، ليعد الباقي من غيرهم”، وفق قوله.
وتساءل “الراعي” عن كيفية حل “أزمة النازحين” قائلا: “غريبين في لبنان.. كيف يريدون عودة السوريين إلى بلدهم من دون التواصل مع سوريا؟”.
وتابع قائلاً: “البابا كان يريد أن يبقى السوريون في لبنان، لكنني قدمت له تقريرا مفصلا اقتصاديا وإجتماعيا عن تأثيرهم على لبنان وتغيير معالمه.. وبكرا شي واحد يطلعنا بشي مرسوم تجنيس”، بحسب تعبيره.
خطة إعادة اللاجئين
وفي الثامن من أيلول الجاري، وجه نجيب ميقاتي وهو رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أكّد خلالها خروج الوضع عن السيطرة في لبنان بسبب اللاجئين السوريين.
و تحدث عن أن “لبنان البلد الصغير بمساحته 10 آلاف و452 كلم مربعا وعدد سكانه 4 ملايين، يستضيف أعلى نسبة من النازحين في العالم بالنسبة لعدد سكانه”.
وأشار إلى أن تكلفة أزمة النزوح السوري على الاقتصاد اللبناني تقدّر بأكثر من 3 مليارات دولار سنوياً.
وأوضح أن لبنان يعاني منذ 3 سنوات، واحدةً من أشدّ وأقسى الأزمات الاقتصادية والمالية، وضعت أكثر من 80 بالمئة من اللبنانيين تحت خط الفقر.
وكانت الحكومة اللبنانية وضعت مؤخرًا خطة لإعادة 15 ألف لاجئ إلى سوريا شهريًا، إلا أن الأمم المتحدة رفضت الخطة لأن الأمن في سوريا لم يصل إلى حالة مستقرة.
ويعيش في لبنان نحو مليون ونصف مليون سوري بحسب الأرقام الحكومية، منهم حوالي 950 ألفا مسجلين رسميا لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، وفق بيانات تعود لعام 2021.