قالت الحكومة العراقية، إن قمة بغداد التي عقدت أواخر الشهر الماضي، وافقت على فتح صفحة جديدة مع النظام السوري.
وتحدث رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، عن أن الدول المشاركة في “مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة”، وافقت على “فتح صفحة جديدة مع الجانب السوري”، لافتاً إلى عقد “ست مصالحات بين دول المنطقة”.
وأضاف الكاظمي في تصريحات نقلتها قناة “الشرق”، أمس الخميس، إن المشاركين في “قمة بغداد”، التي عقدت في العاصمة العراقية بغداد، السبت الماضي، توافقوا على “بدء صفحة جديدة مع سوريا”، معتبراً أنه “لو حضرت سوريا لامتنعت دول أخرى عن الحضور”.
وأضاف رئيس الوزراء العراقي أن “جهوداً عراقية بذلت في القمة أدت لعقد ست مصالحات بين الدول المشاركة في القمة”، مشيراً إلى “عقد كل من السعودية وإيران ومصر وقطر، لقاءات على هامش القمة، فضلاً عن لقاءات أخرى لم يعلن عنها.
تصريحات الكاظمي، ينسفها تقريرُ قبل أيام اعتبر قمة بغداد قد عمقت عزلة النظام السوري، بعد عدم دعوته إليها.
حيث عرض مركز “جسور للدراسات” تقريراً قال فيه إن قمة دول جوار العراق، التي عقدت في بغداد مؤخراً، شكّلت اختراقاً دبلوماسياً وسياسياً للحكومة العراقية، لكنها تعد أيضاً إخفاقاً وعمقت عزلة النظام السوري على الرغم من النفوذ الإيراني في العراق.
القمة وعزلة النظام السوري
وقال التقرير إنه “مثلما كانت القمة إنجازاً لبغداد، كانت إخفاقاً للنظام السوري، باعتباره أبرز الغائبين عنها”، مشيراً إلى أن سوريا “هي دولة الجوار الوحيدة التي لم تدع إلى القمة، رغم كلِّ المحاولات التي بذلتها إيران وحلفاؤها في العراق من أجل دعوة النظام، أو حتِّى فبركة الدعوة”.
وأضاف أن “غياب أو تغييب النظام السوري، يُظهر أن الطريق إلى فك الحصار الدبلوماسي المفروض عليه ما زال طويلاً، فالقمة عُقدت في بلد يصنّف حليفاً لمحور إيران، حيث رفض العراق أو امتنع عن التصويتِ على كل القرارات العربية التي تدين النظام خلال السنوات العشر الماضية”.
اقرأ أيضاً هل عمّقت قمة بغداد عزلة النظام رغم النفوذ الإيراني؟
وبيّن التقرير أن إيران “تتمتع بنفوذ كبير في بغداد، لا يفوقه إلا نفوذها في بيروت، ومع ذلك فإنّ هذا النفوذ لم يُمكن حلفاء النظام من تأمين دعوة له، أو حتى منحه شرف الغياب عن القمة باعتذار رسمي”.
وختم “جسور للدراسات”، بالقول إن القمة “عكست أن النظام السوري معزول عن محيطه، وأن جهود فاعلين عرب وغير عرب في السنوات الأخيرة لإعادة تعويمه لم تنجح، ولن تنجح، من دون التوصل إلى حل سياسي دولي، بما يعني تقديم النظام وحلفائه لتنازلات فعلية، وتعديل التوازنات الحالية التي تم فرضها بالحديد والنار والغازات السامة”.