ضبطت إسبانيا شحنة مخدرات مصدرها لبنان، تقدر قيمتها بنحو 400 مليون يورو قبالة السواحل الإسبانية، في أعقاب عملية استخبارية بقيادة إيرلندية وفرنسية.
واعتقلت سلطات إنفاذ القانون والجمارك الإسبانية سفينة الشحن “ناتاليا”، الأحد الماضي، في المياه الدولية على بعد حوالي 75 كيلومتراً جنوب جزيرة فويرتيفنتورا الإسبانية في أرخبيل الكناري.
وأدى تفتيش السفينة إلى ضبط 20 طناً (19876 كلغ) من مادة الحشيش المخدرة.
وقالت صحيفة “أيريش تايم” الإيرلندية، إن طاقم السفينة، التي كانت في حالة خطرة وغير صالحة للإبحار، يتكون من 11 رجلاً سورياً، احتجزتهم السلطات الإسبانية للتحقيق.
ولفتت إلى أنه سبق المصادرة عمل استخباري وتحقيقي قام به المكتب الأيرلندي التابع لمركز عمليات التحليل البحري الأوروبي “Maoc” ومقره في لشبونة، الذي تابع المعلومات الاستخبارية التي أدت إلى المصادرة بمساعدة السلطات الفرنسية.
وأوضح المكتب الأيرلندي أن السفينة “ناتاليا” كانت في طريقها من لبنان إلى مدينة لاغوس في نيجريا، عبر ميناء إسكندرونة التركي، عندما بدأ المكتب بتعقبها.
وكانت السفينة تتجه نحو المغرب، وتحمل شحنة من مواد البناء، وتم إخفاء المخدرات داخل العنابر.
وبحسب تقرير المكتب فإن ما لفت انتباه مسؤولي الجمارك الإسبان والفرنسيين إلى السفينة هو العديد من التغييرات المشبوهة التي تم إجراؤها على سجلها خلال الشهر الماضي، وشمل ذلك تغيير اسم السفينة إلى “ناتاليا”، وتغيير علمها من توغو إلى علم دولة جزيرة بالاو.
أيار الماضي، نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تقريراً تحدثت فيه عن تصنيع مخدر “الكبتاغون” في المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد.
حيث تناولت الصحيفة كيف أصبح “الكبتاجون” مكسباً تجارياً كبيراً لاقتصاد النظام، وينافس الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد السوري، مشيرة إلى أنه حوّل سوريا إلى “دولة مخدرات”.
اقرأ أيضاً حزب الله يروج المخدرات في جنوب سوريا ويهربها إلى الأردن
تجارة دولية عبر سوريا
يذكر أنّ العديد مِن دول العالم ضبطت، خلال السنوات الماضية، مئات شحنات المخدّرات القادمة مِن مناطق سيطرة نظام الأسد في سوريا.
ويعدّ النظام و “حزب الله” اللبناني، مصدّراً رئيسياً لحبوب “الكبتاغون” المخدّرة، والتي تعدّ مِن أهم مصادر تمويلهم.
وأكدت تقارير دولية وصحفية موثقة، أن صناعة وتجارة المخدرات في سوريا ولبنان، وخاصة “الكبتاغون”، أصبحت “شريان حياة” لاقتصاد النظام.
وبلغت القيمة السوقية لكميات “الكبتاغون” السوري في عام 2020 ما لا يقل عن 3.5 مليارات دولار، أي خمسة أضعاف قيمة صادرات النظام خلال العام نفسه.