بدأت دول أوروبية تحركات لعقد اتفاقيات وتحالفات جديدة في مجال الطاقة مع دول الخليج العربي، في ظل تخوف من أزمة طاقة متفشية من الممكن أن تتحول إلى انقطاع التيار الكهربائي وإغلاق المصانع، وذلك بعد إيقاف روسيا إمدادات الغاز الطبيعي، الشريان الرئيس لتشغيل المصانع وتوليد الكهرباء وتأمين الدفء للمنازل في دول الاتحاد الأوروبي
استثمار في الغاز القطري
أعلنت شركة الطاقة الفرنسية العملاقة “توتال إنرجي”، أمس السبت، إنها ستستثمر حوالي 1.5 مليار دولار في التوسعة المخطط لها لسعة الغاز الطبيعي المسال في قطر، ضمن مشروع يعد بزيادة إمدادات الغاز للأسواق الأوروبية.
وسافر الرئيس التنفيذي للشركة، باتريك بويان، إلى الدوحة لتوقيع اتفاق مع رئيس شركة “قطر للطاقة”، سعد الكعبي، لتوسيع حقل الشمال الجنوبي (NFS).
وقال إن الصفقة جاءت في “وقت مثالي” عندما كان قادة العالم، خاصة في أوروبا، يسعون للحصول على إمدادات جديدة من الغاز الطبيعي المسال.
ويساعد الغاز القطري المسال في ضمان إمدادات طويلة الأجل من الغاز إلى أوروبا التي تسعى إلى بدائل للتدفقات الروسية.
تتضمن خطة توسعة حقل الشمال في قطر ستة خطوط للغاز الطبيعي المسال، ستزيد من قدرتها على التسييل من 77 مليون طن سنويًا إلى 126 مليون طن سنويًا بحلول عام 2027.
سد الفجوة بإمدادات الغاز
في ذات السياق، وصل المستشار الألماني، أولاف شولتز، إلى المملكة العربية السعودية، أمس السبت، في زيارة تستغرق يومين إلى منطقة الخليج يزور خلالها الإمارات العربية المتحدة وقطر.
وتهدف الزيارة إلى إبرام صفقات طاقة جديدة وإقامة تحالفات جديدة وسط الاضطرابات الاقتصادية والجيوسياسية الناتجة عن الغزو الروسي لأوكرانيا.
ووفقًا لوكالة “أسوشيتد برس“. فإن سد الفجوة في إمدادات الغاز الطبيعي مصدر قلق خاص وأحد أسباب توجه شولتز، إلى السعودية والإمارات وقطر مع وفد تجاري رفيع المستوى.
وسيتوجه شولتز، عقب انتهاء زيارته في السعودية، إلى أبو ظبي، لتوقيع اتفاقة طاقة، ثم يتوجه بعدها إلى الدوحة.
صفقة مع أذربيجان
وفي 18 من تموز الماضي، وقعت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، صفقة مع أذربيجان لتزويد الاتحاد الأوروبي بـ20 مليار متر مكعب سنويًا من الغاز الطبيعي بحلول عام 2027.
وقالت أورسولا في بيان: “سنضاعف إمدادات الغاز من أذربيجان إلى الاتحاد الأوروبي، ونلتزم بتوسيع ممر الغاز الجنوبي، وأوضحت أن الخط يوفر حاليًا أكثر من ثمانية مليارات متر مكعب من الغاز سنويًا”.
وأكدت أن الاتحاد “سيقوم بتوسيع طاقته إلى 20 مليار متر مكعب، مشددة على ضرورة أن يصل الإمداد إلى 12 مليار متر مكعب اعتبارًا من العام المقبل، ما يساعد في تعويض الغاز الروسي، ويسهم في أمن الإمدادات الأوروبية”.