أطلق عشرات المهاجرين السوريين نداءات استغاثة بعد أن تقطعت بهم السبل على متن قارب “صيد” وسط البحر المتوسط، بعد أن انطلقوا من لبنان بهدف الهجرة إلى أوروبا “بحراً”، بطريقة غير شرعية.
وبحسب ماذكرت وكالة “أسوشيتد برس” اليوم الثلاثاء، فإن عشرات المهاجرين اللبنانيين والسوريين ناشدوا حرس السواحل الأوروبيين التحرك الفوري من أجل إنقاذهم، مؤكدين أن طفلين لقيا حتفهما.
وأوضحت أن قرابة 60 مهاجرا أخبروا معارفهم ومجموعات متطوعين عبر هاتف يعمل بالأقمار الصناعية أنهم ظلوا بدون طعام وماء وحليب أطفال خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وقال شقيق أحد الركاب السوريين للوكالة: “إنهم يحاولون إزالة المياه المتسربة إلى القارب باستخدام الدلاء، هذا كل ما لديهم”، مضيفا: “هذا قارب صيد مخصص لخمسة أشخاص وليس لـ 60″؟؟.
لا استجابة من سلطات مالطا وإيطاليا
ولم ترسل السلطات في مالطا أو إيطاليا رجال إنقاذ، وفق عائلات ونشطاء على اتصال بالمهاجرين.
ووفقاً لمنظمة “هاتف منبه”، التي تقدم المساعدة لمن يعبرون البحر المتوسط نحو أوروبا، لم تأذن الحكومة المالطية بعد بعملية إنقاذ، كما لم تمنع الإذن لسفينة شحن تجارية موجودة في المنطقة الشروع بإنقاذ المهاجرين.
من جانبها، شددت منظمة “أطباء بلا حدود” على أن “مركز تنسيق البحث والإنقاذ في مالطا يحتاج إلى أن يتحمل مسؤولياته، ويمتثل للقوانين الدولية والبحرية بشكل فوري”، مؤكدة على أن “افتقار المركز إلى العمل يقتل الناس”.
وغادرت السفينة من مدينة طرابلس شمال لبنان قبل نحو عشرة أيام، ومن بين الركاب المتجهين إلى إيطاليا لاجئون سوريون ولبنانيون من محافظتي عكار والشمال.
شار إلى أنه في 24 نيسان الماضي، غرق قارب كان يحمل 84 مهاجراً غير نظامي قبالة سواحل طرابلس، لقي 7 منهم مصرعهم وأُنقذ 45 آخرين.
وحمّل ناجون من حادث الغرق، القوات البحرية اللبنانية، مسؤولية غرق المركب خلال مطاردتهم ومحاولة منعهم من دخول المياه الإقليمية للبلاد.
2500 وفاة غرقا
وتقدر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عدد الذين قضوا أو اختفوا في البحر خلال محاولتهم الوصول إلى أوروبا بين كانون الثاني وتشرين الثاني 2021، بنحو 2500 شخص.
في المقابل، كشفت منظمة الهجرة الدولية حينها، عن أن عام 2021 هو الأكثر دموية من حيث عدد الوفيات بين المهاجرين في البحر نتيجة غرق قواربهم منذ عام 2018.
ووصل نحو مليون شخص، معظمهم من السوريين، إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2015 من طريق تركيا والجزر اليونانية القريبة، في ظل ذروة اللجوء حينها إلى القارة الأوروبية.
وأصبح البحر المتوسط وجهة الكثير من السوريين الراغبين في اللجوء إلى أوروبا، وذلك بعد تشديد دول الاتحاد الأوروبي الإجراءات على حدودها البرية، وعقدها اتفاقيات من شأنها الحد من تدفق اللاجئين.