تعرضت مرام السيد (35 عاماً) وهي من سكان مدينة كفرتخاريم 35 كم غربي إدلب، قبل أربعة أشهر للإجهاض، وذلك لافتقار المدينة للأطباء المختصين.
وقصدت “السيد” في ذلك الوقت، المشفى الوطني الوحيد في المدينة، إلا أنها لم تحظَ بوجود طبيبة، إذ أن لكل طبيب وقت ويوم محدد ليناوب فيه، الأمر الذي زاد من سوء حالتها حينها، وأدى بها للإجهاض.
ونتيجة لذلك، تضطر “السيد”، لزيارة طبيبة نسائية في إدلب، إلا أن بعد المسافة التي تبلغ 35 كم، يرتب عليها تكاليف إضافية، إذ عليها دفع 150 ليرة تركية (ما يعادل تقريباً 38 ألف ليرة سورية) لسيارة الأجرة الخاصة، وذلك نظراً لوضعها الصحي الذي لا يسمح لها باستقلال سيارات عامة.
ويعمل زوج “السيد” عامل مياومة، إذ لا تزيد يوميته عن 100 ليرة تركية، وهو مبلغ قليل جداً مقارنة مع مصاريف علاجها وزياراتها الدورية للطبيبة.
وتفتقر مدينة كفرتخاريم والقرى والبلدات التابعة لها للخدمات الصحية، وذلك بعد إغلاق العيادات والمشافي الخاصة فيها.
وفي وقت سابق، تعرض قسم من المشافي والعيادات للقصف وخرج عن الخدمة وقسم آخر عزف الأطباء فيها عن إعادة افتتاحها بسبب تردي الوضع الأمني وعدم قدرتهم على تحديث الأجهزة اللازمة للأمراض النسائية أو هجرتهم خارج البلاد أو نقل عياداتهم إلى مدينة إدلب، بحسب “السيد”.
وتواجه النساء تحديات صحية صعبة في إدلب وريفها، وذلك نتيجة ارتفاع أعداد السكان في منطقة جغرافية صغيرة، إضافة لهجرة أعداد من الأطباء لخارج البلاد بعد اندلاع الحرب السورية في شهر آذار/ مارس عام 2011.
تقول الثلاثينية، حنان المحمود، وهي نازحة من مدينة حماة وتقيم في مدينة كفرتخاريم لنورث برس: “يوجد في المدينة مشفى عام واحد يضم عيادة نسائية واحدة ولا تتواجد فيها الطبيبة بشكل دائم، إنما بدوام جزئي، وثلاث عيادات نسائية خاصة تحدد أوقات استقبال المرضى صباحاً فقط”.
وتضيف “المحمود”، أن عدد العيادات غير كافٍ لأعداد النساء في المدينة، إضافة لعدم توافر الخبرة الطبية اللازمة لمعالجة الأمراض النسائية المختلفة، وهذا الأمر يدفع النساء لقصد العيادات والمراكز الصحية في مدينة إدلب.
وتشير إلى وجود طبيبات نسائية في مدينتها “إلا أن خبرتهن عادية ولا يمكن الاعتماد عليهن في جميع الأمراض النسائية”.
وهذا الأمر يدفع “المحمود” كغيرها من النساء لزيارة المراكز الخاصة في مدينة إدلب، “فالعامة غير متوافرة وقت الحاجة لها، ما يرتب علينا تكاليف إضافية قد ترتفع لأكثر من الضعف”.
ويعود السبب في تفاقم المشاكل الصحية النسائية في إدلب عامة وريفها الغربي خاصة، لتمركز الطبابة في مركز المدينة، حيث التجمعات السكانية الكبيرة واستخدام النقاط الطبية السابقة بعد ترميمها، بحسب ما ذكرته سناء الراعي (27 عاماً) وهي ناشطة مدنية من سكان مدينة كفرتخاريم.
وتضم مدينة إدلب ثلاث مشافٍ عامة واثنتين خاصتين وفي كل منها عيادة نسائية واحدة تقدم الخدمات الصحية الأولية للنساء، والخدمات الضرورية والثانوية.
كما يوجد في المدينة ما يقارب 8 عيادات نسائية خاصة تتفاوت نسبة الخبرة الطبية فيها، وبالرغم من ذلك تبقى مراكز مدينة إدلب وجهة أكثر من 80% من النساء، بحسب “الراعي”.
ربا الدمشقي و قيس العبد الله _ نورث برس