أمر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أمس الجمعة، مسؤولي “البنتاغون” بإجراء إصلاحات لتقليل عدد القتلى المدنيين من الضربات الجوية بعد سقوط عدد منهم في حوادث غير مبررة، كما حدث في سوريا.
وأمهل أوستن “البنتاغون”، 3 أشهر ليقدّم إليه خطة عمل لتجنب وقوع خسائر في صفوف المدنيين قدر الإمكان، ثم ثلاثة أشهر إضافية لتطوير تعليمات جديدة لمشغلي الطائرات دون طيار وتسلسل قيادتهم.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أوستن قوله، إن بلاده ستراجع طرق تقييمها للحوادث التي قد تكون ألحقت أذى بمدنيين.
وأضاف: “سنعترف بالأضرار التي لحقت بالمدنيين ونستخدم الدروس المستخلصة منها في التحضير للعمليات المستقبلية وتنفيذها”، مشددا على أن حماية المدنيين “واجب أخلاقي واستراتيجي”.
وتواجه وزارة الدفاع الأمريكية دعوى قضائية واتهامات بإخفاء معلومات عن قتل مدنيين في سوريا في أثناء الغارات الأمريكية ضد تنظيم “داعش”.
ففي 8 من كانون الأول 2021، رفع “الراديو الوطني العام” الأمريكي (NPR) دعوى قضائية ضد “البنتاغون”، “لعدم امتثاله لالتزامه القانوني بتقديم المستندات أو الاستجابة في الوقت المناسب” لطلب الإذاعة نشر الوثائق المتعلقة بالغارة العسكرية التي أسفرت عن مقتل زعيم تنظيم “داعش”، “أبو بكر البغدادي”، في تشرين الأول 2019.
وسائل إعلام أميركية حققت بالضربات الجوية
كما كثّفت وسائل إعلام أمريكية تغطيتها حول إخفاء “البنتاغون” معلومات ووثائق تتعلق بسقوط ضحايا مدنيين جراء الضربات الأمريكية على مواقع وأهداف في سوريا، وتحفّظها على نشر أعدادهم أو الاعتراف بهم، منذ عام 2014 وحتى اليوم.
وتأتي هذه الإصلاحات التي أعلن عنها البنتاغون”، بعد نشر تحقيقات عدة في صحيفة “نيويورك تايمز،” تظهر أن ضربات الطائرات المسيرة التي بات الجيش الأميركي يفضل اللجوء إليها منذ 2014 في حربه ضد الجماعات المتطرفة في أفغانستان والعراق وسوريا تسببت في سقوط آلاف الضحايا المدنيين، بينهم كثير من الأطفال.
كما اتهمت الصحيفة قوة أميركية خاصة تعمل في سوريا، بقصف مجموعة من المدنيين ثلاث مرات في آذار 2019 بالقرب من الباغوز قرب البوكمال شرق سوريا، آخر معقل لتنظيم “داعش” في سوريا، ما أدى إلى مقتل 70 شخصاً بينهم نساء وأطفال.
اقرأ أيضاً هل تعوض واشنطن ضحايا ضرباتها الجوية في شمال شرقي سوريا؟
وكان أحدث خطأ عسكري أميركي في سوريا وقع قي 3 من كانون الأول الماضي بمحافظة إدلب، عندما قصفت الطائرات الأميركية شخصاً كان يقود دراجة نارية، على طريق أريحا – المسطومة جنوبي إدلب، ما أدى إلى مقتله، وإصابة 5 مدنيين من عائلة واحدة كانوا قرب موقع القصف.