أكدت لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بسوريا، أن حرب النظام السوري ضد المدنيين في سوريا ما زالت مستمرة، وأن إعادة اللاجئين إليها ليست مواتية حالياً.
جاء ذلك، في تقرير للعضو في اللجنة كارين كونينج أبوزيد، الخميس، مكون من 46 صفحة حول وضع حقوق الإنسان في سوريا.
حرب مستمرة
وأضافت أبوزيد بحسب ما نقلت عنها وكالة الأناضول: “هذا الوقت غير مناسب لأي شخص يفكر في أن سوريا بلد مناسب لإعادة اللاجئين، فالحرب ضد المدنيين السوريين ما زالت مستمرة”.
وتحدثت عن أن الحرب والجرائم ضد الإنسانية مستمرة، وأن حالات الاعتقال التعسفي التي يمارسها النظام مستمرة بلا هوادة، وأن اللجنة مستمرة بتوثيق الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في سوريا.
وضع اقتصادي صعب
ونوهت أبوزيد إلى أن الاقتصاد السوري يتدهور بسرعة، وأن ارتفاع أسعار الخبز والمواد الغذائية وزيادة انعدام الأمن الغذائي ارتفع بأكثر من 50 في المئة مقارنة مع العام الماضي.
ولفتت عضوة لجنة التحقيق، إلى استمرار انتشار فيروس كورونا في جميع أنحاء سوريا.
استمرار القصف والهجمات العسكرية
وأكدت استمرار القصف الجوي والمدفعي شمال غربي سوريا، رغم اتفاقية وقف اطلاق النار الموقعة بين تركيا وروسيا في 5 من آذار الماضي.
وذكر التقرير أن الأعمال العدائية في شمال غربي سوريا عادت، إذ تجدد القصف الجوي والمدفعي وتعرضت المرافق الطبية، مثل مستشفى الأتارب، والأسواق والمناطق السكنية، للقصف ضمن هجمات جوية وبرية، غالبًا ما تكون عشوائية، مما تسبب في سقوط العديد من الضحايا المدنيين.
وفي الوقت نفسه، شهد الجنوب الغربي قتالًا “لم نرَ مثيله منذ ما قبل الاتفاق الذي تم بوساطة روسية عام 2018.
“أنت ذاهب للموت“
كان تقرير لمنظمة العفو الدولية، في 6 من الشهر الجاري، قد خلُص إلى أنه لا مأمن للاجئين العائدين في أي مكان في سوريا.
وأوضح التقرير الذي حمل عنوان “أنت ذاهب للموت”، بأنه ثمة خطر حقيقي في أن يتعرض اللاجئون الذين رحلوا عن سوريا منذ بدء الصراع للاضطهاد لدى عودتهم بسبب ما تنسبه السلطات إليهم من الآراء السياسية، أو بهدف معاقبتهم على فرارهم من البلاد وحسب.
ودعت المنظمة حكومة النظام السوري وحليفتها الرئيسة روسيا، اللاجئين علنًا للعودة، واتهمت الدول الغربية بتثبيطها بزعم أن سوريا لا تزال غير آمنة.
اقرأ أيضاً “سوريا آمنة وعلى اللاجئين العودة إليها”: أي مخاطر لهذا الزعم المتصاعد؟
وحثت منظمة العفو الدولية في تقريرها الحكومات الأوروبية على الوقف الفوري لأي ممارسة لإجبار الناس بشكل مباشر أو غير مباشر على العودة إلى ديارهم.
وترفض حكومة النظام بشكل مستمر الاتهامات الموجهة إليها بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان على يد قواتها وتعتبرها مجرد أكاذيب وادعاءات بحقها.