ضمن الحملة التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية لتضييق الخناق على “حزب الله” اللبناني من خلال عقوبات اقتصادية فرضتها على الشركات والشخصيات المقربة منه ، بالإضافة إلى فرض عقوبات على الحرس الثوري الإيراني الداعم الأساسي للحزب، وذلك بحسب ما قالت شبكة “بلومبرغ” الأمريكية , أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار، مقابل أي معلومة تفيد في تعطيل العمليات المالية لحزب الله اللبناني
وحدد موقع “شيرأميركا” التابع للوزارة في بيان نشره على موقعه الرسمي المعلومات التي تريد الولايات المتحدة الحصول عليها ، لتحديد هوية كل من له علاقة بحزب الله والكشف عن , مصادر الإيرادات ، بما فيها الجهات المانحة الرئيسية والبنوك أو المؤسسات المستخدمة لإجراء المعاملات المالية والشركات أو الاستثمارات والمخططات الإجرامية لغسيل الأموال والشركات الواجهة التي تشتري التكنولوجيا التي يمكن استخدامها في إنتاج الأسلحة.
وأفادت الموقع بأن حزب الله يتلقى الأسلحة والتدريب والأموال من إيران، ويتحصّل على إيرادات مالية من مجموعة من عناصر الدعم تقدمها إيران والشركات والاستثمارات الدولية وشبكة من المانحين , كما نشر أسماء ثلاثة أفراد هم أدهم طباجة، ومحمد إبراهيم بزي، وعلي يوسف شرارة، مبيّنا أنهم أمثلة رئيسية للممولين أو الوسطاء الرئيسيين في أنشطة حزب الله، وأنهم بين من صنفتهم الولايات المتحدة “إرهابيين دوليين من فئة خاصة”.
وأضافت “بلومبرغ” أن الحزب انتقل إلى مرحلة جديدة بعد العقوبات الأمريكية ، وتجلى ذلك من خلال الدعم الداخلي والشعبي له الذي بدأ منذ أسابيع عدة , وأوضحت أن وزارة الخزانة الأمريكية وسعت العقوبات العام الماضي التي تستهدف شبكة “حزب الله” المالية في الشرق الأوسط وإفريقيا ، في محاولة لقمع تدفقات الإيرادات التي تقول الولايات المتحدة إن “المجموعة تستخدمها لتمويل الأنشطة الإرهابية”.
وأشار موقع “شيرأميركا” إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية تعرض مكافآت للمساعدة في جلب الإرهابيين إلى العدالة ومنع أعمال الإرهاب الدولي ضد الأمريكيين في إطار برنامج “المكافآت من أجل تحقيق العدالة” , وأوضح أنه ومنذ أن بدأ البرنامج عام 1984، دفعت الحكومة الأمريكية أكثر من 150 مليون دولار لأكثر من 100 شخص قدموا معلومات أدت إلى محاكمات ناجحة أو ساعدت على منع أعمال إرهابية في جميع أنحاء العالم.
وكانت واشنطن قد أعلنت الأسبوع الماضي أنها لن تجدد الإعفاءات التي تمكن عددا من الدول من شراء كميات كبيرة من النفط الخام الإيراني، الأمر الذي يضع مزيدا من الضغط على طهران وحلفائها في المنطقة، ومن بينهم ميليشيات حزب الله , وقلصت العقوبات الأميركية بالفعل عائدات إيران من النفط، وساعدت على خفض قيمة الريال بنسبة 60 في المئة على مدار عام ، كما بدا نقص السلع الأساسية في السوق الإيرانية واضحا، فضلا عن ارتفاع نسبة التضخم إلى 40 في المئة.
وتعد إيران أكبر داعم مالي وعسكري لميليشيات حزب الله في لبنان، إذ قدر مسؤول أميركي هذه المساعدات بنحو 700 مليون دولار أميركي سنويا ، بحسب تقرير “بلومبيرغ” , فيما بدأت صناديق التبرعات التابعة لميليشيات حزب الله تتضرر بفعل العقوبات الأميركية على إيران، الأمر الذي دفع مسؤولين في الحزب إلى تدشين حملات في معاقله لجمع التبرعات , وتنتشر صناديق التبرعات التابعة لميليشيات حزب الله اللبناني، منذ سنوات، في عدد كبير من المتاجر في أحياء العاصمة اللبنانية بيروت والبلدات الجنوبية التي له فيها حضور كبير.
وأصبحت هذه الصناديق الآن مثبتة على أعمدة الشوارع ، وانتشرت بشكل أكبر بعد نداء من زعيم الحزب حسن نصر الله ، في الآونة الأخيرة ، للحصول على مزيد من الأموال، وفق ما ذكرت وكالة “بلومبيرغ” الأميركية في تقرير قبل يومين , وقال نصر الله , في خطاب مطلع مارس الماضي، بصراحة، إن “الدعم الشعبي مطلوب” ، في مؤشر على واضح على أن الدعم الإيراني للحزب قد تضرر بشكل كبير بفعل العقوبات الأميركية على إيران