حثّت منظمات حقوقية دولية، أمس الثلاثاء، رئيس المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، فيليبو غراندي، على وقف برنامج العودة إلى سوريا، وذلك تزامناً مع زيارة يجريها المفوض الأممي إلى العاصمة دمشق.
ودعت منظمات العفو الدولية، و”هيومن رايتس ووتش” و”مراقبة حماية اللاجئين” خلال رسالة وجهتها للمفوضية الأممية، إلى “وقف البرامج التي يمكن أن تحفز العودة المبكرة وغير الآمنة، مؤكدة أن “سوريا غير آمنة للعودة”.
مخاطر جسيمة
وذكرت الرسالة، بأنه في ظل وجود مجموعة من المخاطر واجهها أولئك الذين عادو طواعية، والتي تشمل الاخفاء القسري والاعتقال والتعذيب و والإعدام”، فإن ظروف العودة الآمنة والطوعية والكريمة للاجئين السوريين “لا تزال بعيدة المنال”.،
وحضت المنظمات الحقوقية، المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ووكالات الأمم المتحدة الأخرى على “وقف التوسيع المخطط لبرامج عودة اللاجئين، حتى يتم ضمان عودتهم الآمنة والطوعية والكريمة”.
وأضافت، أن “مثل هذه المقاربة تشكل مخاطر كبيرة على حماية مئات الآلاف من النازحين السوريين وحقوقهم الإنسانية، وتتجاهل الحقيقة الأساسية المتمثلة في أن شروط العودة الآمنة ليست قائمة داخل سوريا”.
عودة أقل من 1% من اللاجئين
وبحسب بيانات مفوضة اللاجئين، عاد خلال السنوات الثلاث الماضية أقل من 1 % من اللاجئين السوريين في البلدان المجاورة، حيث عاد 38235 لاجئاً في العام 2020، و 35980 في العام 2021، و 22362 في العام 2022.
فيما يقول 1.7 % فقط من اللاجئين السوريين، وفق بيانات لمفوضية، إنهم يفكرون في العودة إلى سوريا.
وأشارت المنظمات الحقوقية إلى أنه “على الرغم من انخفاض أعداد اللاجئين العائدين، وزيادة احتياجات اللاجئين في البلدان المضيفة أكثر من أي وقت مضى، فقد تكثفت مناقشات الأمم المتحدة حول برامج العودة في الأشهر الأخيرة”.
خريطة طريق للعودة
وتم التحقق مؤخراً من صحة “خريطة طريق تدعم العودة على أساس المنطقة بدعم وموافقة أممية”، حيث أحيطت بسرية تامة، مع عدم مشاركة النازحين أو منظمات المجتمع المدني المحلية أو المنظمات التي يقودها اللاجئون، أو الجهات المانحة الرئيسية في النقاش بشأنها.
وأكدت المنظمات الحقوقية أن “خريطة طريق العودة على أساس المنطقة” تمنح حكومة النظام السوري “المسؤول عن تهجير ملايين السوريين، والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ضد العائدين، دوراً مركزياً لإملاء كيف وأين ومتى ينبغي تنفيذ مساعدات الأمم المتحدة للعودة”.
ويبلغ عدد اللاجئين السوريين في البلدان المجاورة، حتى نهاية 2021، حوالي خمسة ملايين و641 ألف شخص، وفق بيانات الأمم المتحدة.