أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الجمعة ، أن الاتفاق المبرم مؤخرا بين روسيا وتركيا في سوتشي بخصوص شمالي سورية ، “يضمن حقوق جميع الأطراف التي ستنفذه” , جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي ، عقب لقائه نظيرته النرويجية إينه إريكسن سوريدي ، في مدينة كيركينيس بالنرويج , وأشار لافروف إلى دعم نظام الأسد وحزب العمال الكردستاني الاتفاق الذي تم التوصل إليه في سوتشي ، الثلاثاء , وقال الوزير الروسي: “بالطبع سيجري احترام حقوق جميع الأطراف التي ستنفذ الاتفاق”.
وتطرق لافروف إلى الاقتراح الألماني حول إنشاء منطقة آمنة تحت رقابة دولية شمالي سورية ، قائلًا إن “سيطرة (حلف شمال الأطلسي) الناتو على المنطقة الآمنة ليست فكرة جيدة. هناك اتفاقات روسية – تركية تدعمها دمشق يجب تنفيذها” , وتعليقا على فكرة إنشاء منطقة آمنة في شمال سورية بقرار من مجلس الأمن الدولي ، قال لافروف إن “الجانب الروسي لا يفهم جوهر وهدف مبادرة إنشاء منطقة أمنية في شمال شرق سورية تحت رعاية الأمم المتحدة” , وتابع الوزير الروسي قائلا : “ليست هناك حاجة للبحث عن الخير عندما تكون بخير. هناك اتفاقات روسية – تركية تدعمها دمشق والأكراد، يجب تنفيذها”
من جهته ، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين ان انسحاب الأكراد من شمال سورية لا يشمل السكان المدنيين وأن الحديث يتعلق فقط بالمسلحين , وأضاف بحسب وكالة أنباء «انترفاكس» الروسية للأنباء، ان مذكرة التفاهم الروسية – التركية الأخيرة قضت بانسحاب المسلحين وليس المدنيين , والثلاثاء الماضي ، استضافت مدينة سوتشي ، قمة تركية روسية ، انتهت بالتوصل إلى اتفاق حول انسحاب ميليشيات حزب العمال الكردستاني الإرهابي بأسلحتها عن الحدود التركية إلى مسافة 30 كم خلال 150 ساعة
وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أكد في اتصال هاتفي أجراه مع مظلوم عبدي , قائد ميليشيات “الكردستاني” و”قوات سورية الديموقراطية” , إن الشرطة العسكرية الروسية ستتولى حماية المدنيين الأكراد في المنطقة الآمنة التي تمتد الى عمق 30 كيلومترا في الأراضي السورية وان خطط انسحاب المسلحين لا تنطبق على المدنيين , وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان ان شويغو اطلع “عبدي” على الخطط المتعلقة بتوسيع مساحة الدوريات التي تقوم بها قوات الشرطة العسكرية الروسية في منطقة الحدود التركية ـ السورية
ونقلت وسائل الإعلام الروسية ، عن مسؤول في ميليشيات “الكردستاني” ، قوله إن مسلحيها انسحبوا لمسافة 32 كيلومترا من الحدود مع تركيا , ونسبت الوكالة إلى المسؤول قوله إن عناصر “الكردستاني” , مستعدون “لبحث الانضمام للجيش السوري بمجرد تسوية الأزمة في سورية سياسياً” , قالت وزارة الدفاع الروسية يوم الجمعة إن نحو 300 آخرين من أفراد الشرطة العسكرية الروسية وما يزيد على 20 عربة مدرعة وصلوا إلى سورية بموجب اتفاق بين أنقرة وموسكو
وذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء نقلا عن وزارة الدفاع أن الشرطة العسكرية ، من منطقة الشيشان بجنوب روسيا ، ستقوم بدوريات وتساعد في انسحاب ميليشيات “الكردستاني” وأسلحتها لمسافة 30 كيلومترا من الحدود السورية التركية , وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين “يجري حاليا نشر قواتنا ومعداتنا وكذلك قوات حرس الحدود السوري ومعداته في المناطق المحددة” , وكرر تحذيرا بأنه إذا لم تنسحب ميليشيات “الكردستاني” من المنطقة الحدودية فسوف تسحقها القوات المسلحة التركية.
وبموجب الاتفاق ، ستبدأ القوات الروسية والتركية يوم الثلاثاء القادم تسيير دوريات في شريط بعمق عشرة كيلومترات على الجانب السوري من الحدود حيث ظلت قوات أمريكية تعمل لسنوات مع ميليشيات “الكردستاني” , ويمثل وصول الشرطة العسكرية الروسية تحولا في ميزان القوى بالمنطقة بعد أقل من ثلاثة أسابيع من قرار ترامب بدء سحب القوات الأمريكية من شمال شرق سورية , ويسلط أيضا وصول الشرطة العسكرية الروسية الضوء على العلاقات الوثيقة المتنامية بين روسيا، الحليف الوثيق لرئيس النظام بشار الأسد والقوة المهيمنة الآن داخل سورية ، وتركيا العضو في حلف شمال الأطلسي
