بدا لافتا ما أعلنه رئيس “التيار الوطني الحر” في لبنان جبران باسيل، وإن بدا من خارج السياق العام، أن “حزب الله” بدأ يفكّر بالعودة من سوريا، داعياً اللبنانيين إلى احتضان ودعم هذا القرار.
فبالرغم مما تردد في الأيام والأسابيع الماضية عن تقليص الحزب وجود عناصره في سوريا الذين يشاركون في الحرب فيها منذ عام 2013، لم يصدر أي شيء رسمي عن قيادة الحزب في هذا الخصوص، علما بأن زعيم الحزب حسن نصر الله أكد قبل 4 أشهر أن حزبه لن ينسحب من سوريا نتيجة الضربات الجوية “الإسرائيلية”.
وصوّب باسيل مؤخرا أكثر من مرة على قتال “حزب الله” خارج الحدود اللبنانية، معلنا عدم تأييده للموضوع، إلا أن إعلانه صراحة يوم الأحد الفائت عن تفكير الحزب بالعودة إلى الداخل اللبناني استرعى انتباها محليا وخارجيا للبحث في خلفيات ما ورد على لسانه.
وفيما ترفض مصادر في “حزب الله” التعليق على الموضوع، قال مصدر قريب من الحزب إنه “لا يوجد شيء جدي وجديد يستدعي الإعلان عنه بخصوص الوجود في سوريا”، لافتا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن “عمل الحزب هناك يندرج وبشكل أساسي في إطار تنفيذ المهمات، إذ تتجه مجموعات وأعداد إضافية من لبنان باتجاه الداخل السوري في حال كانت هناك مهمة ما يتوجب تنفيذها في منطقة ما”.
وأضاف المصدر “خلال العامين الماضيين تغيّرت كثيرا مهمات الحزب في سوريا مع تراجع العمليات القتالية، أما الانسحاب فمرتبط بانسحاب كل القوات الأجنبية المقاتلة، وهذا مفترض أن يحصل خلال عامين”.
ويرفض الحزب تحديد موعد لانسحابه من سوريا، وربط “نصر الله” بوقت سابق الانسحاب بـ«نظام الأسد».
ونفى الحزب مع انطلاق الثورة السورية عام 2011 أكثر من مرة مشاركته بالقتال هناك، ومن ثم اعتمد سياسة للإعلان عن ذلك تدريجيا فأشار في المراحل الأولى إلى أن مواطنين لبنانيين هم من يشاركون في المعارك دفاعا عن بلداتهم الواقعة على الحدود بين البلدين، ومن ثم انتقل لتأكيد مشاركة عناصر منه في هذه المعارك تحت عنوان حماية “المقامات المقدسة” لدى الشيعة، ليتم حسم الموضوع بالإعلان الواضح عن المشاركة في معركة القصير مايو/أيار 2013.
ويتكتم الحزب منذ انطلاق المعارك في سوريا عن عدد مقاتليه هناك وفيما ترجح بعض المصادر أن يكون بلغ في مرحلة من المراحل الـ5 آلاف عنصراً.
ويتحدث رئيس “مركز الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري – إنجيما” رياض قهوجي عن معلومات عن عمليات انسحاب ينفذها الحزب من سوريا وأن عدد عناصره هناك تقلص بنسبة 50 في المائة، واضعا في تصريح لـ”الشرق الأوسط” ذلك في إطار تعامل الحزب مع المتغيرات والتطورات سواء في الداخل اللبناني أو على الصعيد الإقليمي والدولي والتي من المفترض أن تتضح مع صدور نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وأضاف “هناك جهود واضحة تبذل لتخفيف الاحتقان بين إسرائيل وإيران وبخاصة على الساحة السورية، ولذلك يجد الحزب مصلحة له بتخفيف وجوده هناك خاصة بعدما باتت قواعده مكشوفة على امتداد التراب السوري”.
مصدر الخبر : الشرق الأوسط