حذر برنامج “الغذاء العالمي” التابع للأمم المتحدة، من تفاقم أزمة الغذاء في سوريا جرّاء ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة تتجاوز الـ800% خلال العامين الماضيين، لافتا إلى آثار سلبية لحقت بالأطفال والنساء بسبب ذلك.
وقال المدير التنفيذي للبرنامج، ديفيد بيزلي، في بيان، أمس الأحد، إن ملايين العائلات السورية تمضي أيامها قلقة من كيفية حصولها على الوجبة التالية، مشيرًا إلى ضرورة التحرك الفوري لإنقاذ السوريين من مستقبل “كارثي”.
وأضاف بينزلي نحتاج للمساعدة على تجنب تقليل الحصص الغذائية أو تقليل عدد الأشخاص الذين يساعدهم البرنامج، خاصة في ظل تبعات الغزو الروسي لأوكرانيا.
نتائج كارثية على الأطفال والنساء
ووفق البيان، تُظهر إحصائيات عام 2021 أن واحدًا من كل 8 أطفال في سوريا يعاني من التقزم، بينما تظهر الأمهات الحوامل والمرضعات مستويات قياسية من الهزال الحاد، مما يشير إلى عواقب صحية مدمرة للأجيال القادمة.
واستنفد استمرار الصراع في سوريا لأكثر من 11 عامًا قدرة العائلات السورية على التكيف والاستمرار ودفعهم لإجراء تدابير خطرة، بينها الزواج المبكر والقسري، وترك الأطفال للتعليم، وعمالة الأطفال.
يأتي ذلك تزامنًا مع تعرض برنامج الأغذية العالمي لضغوط أكثر من أي وقت مضى جراء انخفاض التمويل مما دفعه لتقليص حجم الحصص الغذائية الشهرية تدريجيًا في جميع أنحاء سوريا.
ولفت البيان إلى أن البرنامج حصل على 27% من احتياجاته خلال العام، وبلغ العجز 595 مليون دولار أمريكي.
وحذر من أنه سيضطر إلى تخفيض محتويات السلل الغذائية خلال الأشهر المقبلة في حال عجزه عن تأمين التمويل المطلوب.
الفقر في سوريا
ويعيش نحو 90 بالمئة من سكان سوريا تحت تأثير الفقر والفقر المدقع، في ظل ظروف اقتصادية بالغة السوء، نتيجة انهيار سعر صرف الليرة، وانعدام فرص العمل، وتدني الرواتب، وغلاء الأسعار.
كانت نسبة السكان الذين كانوا يعيشون تحت خط الفقر المدقع في سوريا عام 2011 بلغت 7.5% من عدد السكان، استناداً إلى بيانات حكومية.
وعرّفت الأمم المتحدة خط الفقر المدقع بأنه “حالة تتسم بالحرمان الشديد من الاحتياجات الإنسانية الأساسية، بما في ذلك الغذاء ومياه الشرب النظيفة ومرافق الصرف الصحي والصحة والمأوى والتعليم والمعلومات، ذلك يعتمد ليس فقط على الدخل ولكن أيضا على الحصول على الخدمات”.
ووفقا للأمم المتحدة فإن حد خط الفقر يبلغ 1.90 دولار، وهو الكلفة التي يمكن من خلالها تأمين الحد الأدنى من مستلزمات المعيشة، أي البقاء على قيد الحياة فقط.