سيريا برس _ أنباء سوريا سامر الطه _ اسطنبول
يسعى الائتلاف السوري، كغيره من التيارات والكيانات والهيئات والأحزاب السورية، لتحسين الصورة الذهنية عنه لدى الناس، فيبادر مع كل دورة رئاسية جديدة له، لدعوة أبرز الناشطين في إسطنبول، وبعض المنظمات المدنية والإعلامية، ليعقد معهم اجتماعات، يكون هدفها الرئيسي دائماً، إيجاد آلية جديدة للوصول والتواجد قرب هذه النشاطات لتحسين صورة الائتلاف أمام الشارع، وهذا ما لمسناه وعبروا عنه أيضاً، في عدة اجتماعات سابقة وكنت أنا من بين الحضور.
ولكن غالباً ما تكون “الأنا” لديهم مرتفعة وغالبة على الرغبات، في التقرب إلى الناس، وهذا أرجعه وباعتقادي إلى الاعتراف الدولي بهم في فترة سابقة، والذي جعلهم يرون أنفسهم فوق الجميع وفوق المحاسبة، ويعتقدون أن لا يوجد أحد غيرهم قادر على اتخاذ أي قرارات وطنية سليمة.
من هنا جاء قرارهم بتشكيل المفوضية العليا للانتخابات، بحيث قفزوا فوق الجميع، بقرار سياسي فردي، يطابق آلية تفكير “الأنا”
لذلك وقفت عند المادة الأولى من القرار، لأبني عليها بعض الأسئلة التي تدور في أذهان الكثير منا.. تقول المادة:
“يتم إنشاء المفوضية العليا للانتخابات وتقوم بأعمالها بعد تأمين البيئة الآمنة والمحايدة، وتحت إشراف الأمم المتحدة وفقاً لمقتضيات بيان جنيف 1 والقرار الدولي رقم 2254”.
نحن كسوريين موافقين جميعاً على تشكيل المفوضية وفق بيان جنيف 1 وبعد تشكيل هيئة الحكم الانتقالي، أي أن هيئة الحكم الانتقالي هي من يحق لها تشكيل هذ المفوضية، ولا أحد سواها.
وهنا تأتي الأسئلة والاستفسارات التي أردت الوقوف عندها، لأضعها بين أيديكم، ولدى أصحاب الشأن المعنيين بالاجابة عليها وبوضوح.
أولاً، من أعطى الصلاحية لمؤسسة الائتلاف بتشكيل هذه المفوضية الآن؟
ثانياً، كيف يسمح الائتلاف لنفسه باتخاذ قرارات مصيرية ومهمة بشكل فردي، ضارباً بعرض الحائط آراء الشعب السوري، وجميع التيارات والأحزاب السياسية الأخرى، والمجتمع المدني؟
ثالثاً، كيف يقفز، متجاوزاً بيان ومقررات جنيف1 بحد ذاتها !!
رابعاً، ألا يرى الائتلاف، أنه وبعد قرار تشكيل هيئة التفاوض السورية، أصبح موضوع التفاوض للوصول إلى الحل السياسي، لا يعنيه وحده، بل مرتبط بعدة جهات ومؤسسات سورية معارضة غيره؟
خامساً، هل يعتبر الائتلاف أن الاعتراف الدولي به سابقاً، مازال سارياً وبنفس الفاعلية، وهل يكفيه الاعتراف الدولي، مقابل رفض الشارع له؟؟
وهنا يجب علينا أن نذكر، أن نظام بشار الأسد، أيضاً لديه شرعية دولية، ولكن إرادة الشعب وحدها، هي من ضعضعت أركانه، وقلبت الطاولة عليه، وجعلته يرتمي في أحضان الروس، يستجدي الحماية والعون، للمحافظة على كرسي عرشه.
نقطة أخرى أود الإشارة إليها، الشعب السوري كان وما يزال يعاني من جملة قاتلة وردت في الدستور الذي عدله حافظ الأسد، بعد تمكنه من إحكام قبضته على الحكم في سوريا، ألا وهي “حزب البعث هو الحزب القائد للدولة والمجتمع”..
ونحن اليوم، نعاني من عبارة جديدة، لا تفارق بياناتكم، ولا تصريحاتكم، ولا حتى أفكاركم، تقول العبارة “الائتلاف هو الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري” وربما تكرمتم علينا بتخفيفها في بعض الأحيان لتقولون “الممثل الشرعي للشعب السوري”
أما الاستفسار الأخير، فاعذروني عليه.. كيف لمؤسسة تريد فرض سيادتها على شعب بأكمله، وهي سيادتها على نفسها منقوصة؟ وهذا الأمر للأسف، بات معلوماً لدى كل السوريين، ولا يخفى على أحد.
لذلك، ارحموا هذا الشعب، فهو لم يقم بثورته ليخرج من تحت عباءة ليستبدلها بعباءة جديدة، بل خرج بثورته لينتقل إلى فضاء واسع، يتشارك به الحياة مع الجميع، فضاء يسوده العدالة والحرية والكرامة.
سامر الطه _ سيريا برس