قال رئيس النظام بشار الأسد يوم الخميس إن هدف قواته النهائي هو استعادة سلطة النظام على المناطق التي تسيطر عليها ميليشيات حزب العمال الكردستاني في شمال شرق سورية بعد الانسحاب المفاجئ للقوات الأمريكية لكنه أشار إلى أن ذلك سيحدث بالتدريج , وأضاف في مقابلة مع قناة الإخبارية التابعة لنطامه , إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه هذا الشهر بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين لطرد ميليشيات “الكردستاني” من مسافة 30 كيلومترا تقريبا من الحدود لإقامة ”منطقة آمنة“ على الحدود هي خطوة تساعد قواته على تحقيق هذا الهدف.
وقال الأسد الذي ظل ممسكا بزمام السلطة في دمشق خلال سنوات الحرب التي يشنها على الثورة الشعبية في سورية بفضل دعم روسيا وإيران “هذا الاتفاق هو خطوة إيجابية لا تحقق كل شيء… لكنها تخفف الأضرار وتهيئ الطريق لتحرير هذه المنطقة في القريب الذي نتمنى أن يكون قريبا.. عاجلا” , وقال الأسد إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي الإبقاء على عدد محدود من القوات الأمريكية في المناطق التي تسيطر عليها ميليشيات “الكردستاني” في سورية حيث يوجد النفط أظهر أن واشنطن قوة استعمارية سترحل لا محالة إذا قاومها السوريون مثلما ”حصل في العراق“ , لكنه ذكر أن قواته لا تستطيع مجابهة قوة عظمى مثل الولايات المتحدة وأن إنهاء وجود القوات الأمريكية على الأراضي السورية لا يمكن تحقيقه قريبا.
وأفاد الأسد في المقابلة بأن ترامب هو “أفضل رئيس أمريكي ، لماذا ؟ ليس لأن سياساته جيدة ، ولكن لأنه الرئيس الأكثر شفافية” بشأن نواياه للحفاظ على السيطرة على حقول النفط الرئيسية في محافظة دور الزور , وقال رئيس النظام إن حكومته لن تطلب على الفور من الأكراد التخلي عن أسلحتهم عندما تدخل المناطق التي يسيطرون عليها في إطار اتفاق نهائي معهم من شأنه أن يعيد سيطرة قواته على الأرض الخاضعة لهم حاليا , وأضاف ”هناك مجموعات مسلحة ، لا يمكن أن ننتظر منها تسليم السلاح مباشرة. لن نطلب منهم هذا الشيء ، فنحن أيضا يجب أن تكون سياستنا تدريجية وعقلانية وتأخذ بالاعتبار الوقائع ، لكن الهدف النهائي هو العودة إلى الوضع السابق ، وهو سيطرة الدولة كاملة“.
وقال الأسد إن لـ”سورية الحق في الدفاع عن سيادة أراضيها في مواجهة الانفصاليين الأكراد الذين يطمحون في إقامة دولة كردية وحكم العرب والمجموعات العرقية الأخرى .. من حقنا أن ندافع عن وحدة أراضينا وأن نكون حذرين من الطروحات الانفصالية” , وتوصلت ميليشيات “الكردستاني” المتحالفة مع الولايات المتحدة إلى اتفاق مع نظام الأسد لاتخاذ مواقع قرب الحدود بعد إعلان الرئيس الأمريكي في مطلع أكتوبر تشرين الأول سحبه قواته من شمال شرق سورية , ومهد القرار الطريق لهجوم تركي على ميليشيات “الكردستاني”، مما جعلها تشعر بأن الولايات المتحدة تخلت عنها وأجبرتها على التوصل إلى اتفاق مع نظام الأسد لمساعدتهم في مقاومة القوات التركية
وقال متحدث عسكري أمريكي يوم الخميس إن القوات الأمريكية بدأت الانتشار في المحافظة بالتنسيق مع “قوات سورية الديمقراطية” التي تهيمن عليها ميليشيات “الكردستاني” لتعزيز الأمن ومواصلة قتال فلول تنظيم “داعش” , ويقول دبلوماسيون إن قرار الولايات المتحدة منع عودة حقول النفط إلى سيطرة نظام الأسد سيحرمه من إيرادات بملايين الدولارات تشتد حاجته إليها ويضمن لحلفائها الأكراد مصدر دخل رئيسيا يمكنهم من حكم المناطق التي يسيطرون عليها , وقال مظلوم عبدي قائد ميليشيات “الكردستاني”، إن الاتفاق مع نظام الأسد يمكن أن يمهد الطريق لحل سياسي من شأنه أن يضمن حقوق الأكراد في سورية , لكنه شدد على أنه سيتم السماح في هذه المرحلة فقط لقوات الأسد بالانتشار في المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيات “الكردستاني” على امتداد الحدود مع تركيا
