قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قوله يوم الجمعة إن استعدادات تركيا والولايات المتحدة لإنشاء ”منطقة آمنة“ للاجئين في شمال شرق سورية تمضي وفق الجدول المحدد ، وذلك بعدما كان قد اتهم واشنطن في السابق بالمماطلة , ونقلت محطة (إن.تي.في) التلفزيونية التركية , عن أردوغان قوله للصحفيين في رحلة العودة من الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك ”الجهود تمضي وفق الجدول الزمني. اكتملت أيضا كل استعداداتنا على طول الحدود“ , وأضاف ”عند العودة (إلى تركيا)، سنجري تقييما… بخصوص الخطوات التي ينبغي اتخاذها وتنفيذها…“.
وفي تصريح سابق في نيويورك , قال أردوغان ، إن من يمدون الإرهابيين بالأسلحة لتحقيق مكاسب يصبون إليها، لهم نصيب من دماء المسلمين المراقة , جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال مشاركته في ملتقى مع أتراك ومسلمين في ولاية نيويورك التي يزورها بغية المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة , وأضاف أردوغان : “من يغرقون التنظيمات الإرهابية بشاحنات الأسلحة في سبيل مصالحهم ، لهم نصيب من دم كل مسلم يُراق”.
يأتي ذلك متزامناً مع ما ذكرته وكالة الأناضول التركية , بأن الولايات المتحدة أرسلت نحو مائتي شاحنة محملة بمستلزمات دعم لوجستي إلى المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيات حزب العمال الكردستاني , التي تهيمن على “قوات سورية الديموقراطية وتسيطر على مناطق واسعة من شمال شرق سورية , وذكرت الوكالة أن دفعة المساعدات الأميركية الجديدة المرسلة دخلت من معبر سيمالكا الحدودي بين سورية والعراق مساء الخميس , وتحمل الشاحنات مستلزمات بناء ومنازل مسبقة الصنع وخزانات وقود ، إلى جانب صناديق مغلقة.
وبدأ البلدان بتسيير دوريات برية وجوية مشتركة على طول جزء من الحدود بين سورية وتركيا , وتريد أنقرة من واشنطن إبعاد ميليشيات “الكردستاني” عن منطقة حدودية بطول 480 كيلومترا، وحذر أردوغان من أن بلاده ستتحرك بمفردها إذا لم يتم إبعاد ميليشيات “الكردستاني” من المنطقة , وأغضب دعم الولايات المتحدة لهذه الميليشيات , وحثت “مجموعة دراسة سورية” الأميركية ، إدارة ترامب على وقف سحب القوات الأميركية من سورية، وتكثيف الجهود الديبلوماسية لمواجهة النفوذ الإيراني وتجنب عودة تنظيم “داعش” , ونقلت وسائل إعلام أميركية عن المجموعة في تقرير وجهته إلى الإدارة الأميركية، “لا يمكن للولايات المتحدة تجنب أو تجاهل الصراع في سورية”
من جهته قال جيمس جيفري المبعوث الأمريكي الخاص بسورية للصحفيين على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة إن واشنطن تمضي بإخلاص وبأسرع ما يمكن ، وحذر من أي عمل أحادي في المنطقة , وقال جيفري ”أوضحنا الأمر لتركيا على جميع المستويات بأن أي عملية من جانب واحد لن تؤدي إلى تحسن أمن أحد… لدى الأتراك بالطبع خيار التحرك عسكريا“ , وأضاف ”لقد طورنا مقترحا لإنشاء منطقة آمنة مع كل المعنيين ، يشمل سحب وحدات حماية الشعب قواتها وأسلحتها الثقيلة لمسافات مختلفة وفقا للموقع ونوع النشاط“ ، وقال إن ميليشيات “الكردستاني” ستزيل أيضا تحصيناتها في مناطق معينة.
وقالت ميليشيات “الكردستاني” إنها ستنسحب لمسافة تصل إلى 14 كيلومترا في بعض المناطق ، لكن تركيا تقول إن الولايات المتحدة وافقت على أنه ينبغي أن تمتد المنطقة الآمنة لمسافة 30 كيلومترا في سورية . وقال أردوغان إن من الممكن أن يعود نحو مليوني لاجئ سوري إلى تلك المنطقة , وفي مقابلة مع رويترز قبل الزيارة إلى نيويورك , قال أردوغان إنه سيبحث مع نظيره الأمريكي , أثناء وجوده بالأمم المتحدة مسألة المنطقة الآمنة , وقال أردوغان يوم الجمعة إنهما أجريا بدلا من ذلك اتصالا هاتفيا الأسبوع الماضي والتقيا خلال حفل استقبال في نيويورك يوم الأربعاء ، لكنه لم يذكر تفاصيل.
