صدرت جملة من ردود الأفعال والمواقف الدولية، ولاسيما من الولايات المتحدة الأمريكية، بعد استخدام روسيا حق النقض (الفيتو) مساء أمس الجمعة، ضد مشروع قرار غربي في مجلس الأمن الدولي لتمديد إدخال المساعدات عبر الحدود لمدة 12 شهرا.
وبحسب ما نشرته وكالة “فرانس برس”، حظي القرار الذي أعدته إيرلندا والنرويج، بتأييد 13 صوتًا، بينما امتنعت الصين عن التصويت.
ويحتاج أي قرار إلى موافقة تسعة أعضاء من الدول دائمة العضوية حتى يصبح قرارا رسميا.
الولايات المتحدة الأمريكية
وعقب الفيتو الروسي، تعهدت الولايات المتحدة الأميركية بالبحث عن آليات لمواصلة نقل المساعدات إلى سوريا.
وقالت المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن ، ليندا توماس جرينفيلد إنه “أمامنا يومان فقط لحين انتهاء التفويض الحالي، وسنواصل البحث عن آليات لإيصال المساعدات للسوريين حتى بعد استخدام الفيتو الروسي”.
وأوضحت السفيرة الأميركية أن “التفويض الأممي الذي ينتهي بحلول يوم الأحد متعلق فقط بآلية إيصال المساعدات، وليس إغلاق الحدود”، دون أن تقدم أي تفاصيل حول هذه النقطة.
واعتبرت الدبلوماسية الأميركية عدم قدرة مجلس الأمن على تمديد التفويض الأممي لنقل المساعدات إلى سوريا “يوماً أسود”، مشيرة إلى أن “نهج الوفد الروسي في المفاوضات بشأن تمديد التفويض الأممي كان غير مهني، وسيدفع السوريون ثمن ذلك”.
ورداً على سؤال حول إمكانية قيام الرئيس الأميركي، جو بايدن، بالاتصال بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، من أجل حلحلة موقف موسكو قبل يوم الأحد، قالت جرينفيلد “لا توجد لدينا خطط لإجراء اتصالات كهذه”.
وعن فرص التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لاستصدار قرار بتمديد عمل الآلية أشارت السفيرة الأميركية إلى أن “على روسيا أن تذهب إلى هناك أولاً لكي تشرح سبب استخدامها حق النقض في مجلس الأمن ضد مشروع القرار النرويجي – الأيرلندي”.
الدفاع المدني السوري
هذا، واعتبر ” الدفاع المدني السوري” أن “تحجيم مطالب السوريين وحصرها باستمرار إدخال المساعدات عبر الحدود، واختزال للقضية السورية بالبعد الإنساني فقط، وخذلان للسوريين وتضحياتهم، ومحاولة تعويم سياسي للنظام السوري من عدة دول وهو الذي قتل وهجّر السوريين ودمر مدنهم”.
ولفت في بيان، إن “حالة الابتزاز التي فرضتها روسيا على الملف الإنساني، وربط استمرار المساعدات مقابل تنازلات هدفها دعم النظام السوري ومحاولة تعويمه سياسياً، وتوفير غطاء أممي لاستخدام أموال الدول المانحة في إعادة إعمار مؤسسات النظام وسجونه، وزيادة إثراء شبكة الفساد وأمراء الحرب، تحت بند حزم التعافي المبكر.
ورأى “الدفاع المدني السوري” أن “التوظيف السياسي الروسي لملف المساعدات الإنسانية دون أدنى اعتبار للقيم الإنسانية، جاء مستفيداً من الوضع الدولي الراهن، وغياب الجدية في التعاطي مع الملف السياسي في سوريا
منظمة العفو الدولية
بدورها، أكدت منظمة العفو الدولية، أن”الفيتو” الذي استخدمته روسيا في مجلس الأمن ضد تمديد تفويض إدخال المساعدات إلى سوريا “ضربة لحقوق الإنسان”، مؤكدة أنه “لعبة سياسية غير مسؤولة يدفع ثمنها المدنيون السوريون”.
وقالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، إنييس كالامارد، إن “الفيتو الروسي “يأتي بعد سلسلة من التنازلات مع روسيا والصين، بدأ بإغلاق نقطتي عبور في العامين الماضيين، وانتهى بتفكيك آلية الأمم المتحدة للمساعدات عبر الحدود”.
وأوضحت كالامارد أن “مشروع القرار الذي تم نقضه اليوم كان فيه المزيد من التنازلات مع روسيا، بشأن شروط استمرار المساعدة عبر الحدود”.
وأكدت أن “الفيتو الروسي سيغلق فعلياً شريان الحياة الأخير لما لا يقل عن أربعة ملايين شخص في شمال غرب سوريا يعتمدون على مساعدات الأمم المتحدة للبقاء على قيد الحياة”، مضيفة أن ذلك “لن يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية فحسب، بل سيؤدي أيضاً إلى كارثة إنسانية.
لجنة الإنقاذ الدولية
من جانبه، شجب رئيس “لجنة الإنقاذ الدولية”، ديفيد ميليباند، “الفيتو” الروسي على القرار، خاصة أن “الاحتياجات الإنسانية وصلت إلى مستويات قياسية، في ظل أسوأ أزمة جوع منذ بدء الصراع تهدد حياة الملايين”.
واعتبر ميليباند أن “الفيتو” الروسي “يتحدى المنطق والمبدأ”، مؤكداً أن أعضاء مجلس الأمن “سيصوتون على توسيع جميع سبل وصول المساعدات للسوريين الضعفاء”.
أنقذوا الطفولة
إلى ذلك، دانت منظمة “أنقذوا الطفولة” الفيتو الروسي ، مشددة على أن “احتياجات الأطفال في جميع أرجاء سوريا أكبر من أي وقت مضى”.
وقال مدير الاستجابة السورية في المنظمة، تامر كيرلس، ” إن فشل المجلس في إعادة تمديد إدخال المساعدات عبر معبر باب الهوى يهدد حياة مئات الآلاف من الأطفال الذين لم يعرفوا شيئاً سوى الصراع والحياة في المخيمات”.
وأضاف كيرلس أنه “ببساطة، هذا يعادل وضع مئات الآلاف من الأطفال الذين لا يعرفون من أين تأتي وجبتهم التالية، وآباؤهم يعانون من القلق بشأن الإجراءات الصارمة التي قد يضطرون إلى اتخاذها لإطعام أسرهم”.
وأشار إلى أن “سوء التغذية المزمن يتزايد منذ سنوات، وتنتشر عمالة الأطفال وزواج الأطفال”.
وشدد مدير الاستجابة السورية في منظمة “أنقذوا الأطفال” على أنه “يجب أن يجتمع مجلس الأمن على وجه السرعة.
يذكر أن غالبية الدول الـ 15 الأعضاء في مجلس الأمن، باستثناء روسيا والصين، على أهمية استمرار المساعدات الإنسانية العابرة للحدود من تركيا إلى سوريا، بغية المحافظة على حياة أكثر من 4.1 ملايين شخص محاصرين شمال غرب سوريا.