كشفت صحيفة “ الغارديان” البريطانية، عن أن أمجد يوسف، أحد منفذي “مجزرة التضامن” في 16 من نيسان 2013، لا يزال على رأس عمله في المربع الأمني في دمشق، وهو متهم أيضًا من قبل زملائه بتنفيذ نحو 12 عملية قتل جماعي أخرى.
وذكرت الصحيفة اليوم الجمعة، أن “أمجد يوسف، وهو صف ضابط متطوع في إحدى وحدات (المخابرات العسكرية) الأكثر رعبًا، يعمل من المربع الأمني في كفرسوسة، منذ أكثر من ستة أشهر، منذ كُشف دوره في المجزرة”.
وفي السياق ذاته، تحدّثت “الغارديان” عن احتمالية تعرّف محققين ألمان على أحد رفاق أمجد يوسف، وهو ضابط سابق، ويقيم في ألمانيا، وهم بصدد إعداد قضية ضده.
يوسف قتل 6 نساء
كما أشارت نقلًا عن زميل سابق لأمجد يوسف، أن حضوره كان مخيفًا في حي التضامن، وكان يختطف النساء بانتظام، وكثير منهن لم يعدن،
وأضاف: “رأيت أمجد يوسف يأخذ النساء من طابور الخبز ذات صباح، كانوا أبرياء، لم يفعلوا شيئًا، تعرضوا إما للاغتصاب وإما للقتل، لا شيء أقل”.
ولفتت الصحيفة إلى تسجيل مصوّر غير منشور قالت إنها اطلعت عليه، ويظهر أمجد يوسف يطلق النار على ما يصل إلى ست سيدات ضمن حفرة، ثم يجري إشعال النار في الحفرة، وتتولى جرافة ردمها، فيما يبدو أنه محاولة محو آثار الجريمة.
وفق ما نقلته “ الغارديان” عن الزميل السابق ليوسف، جرى تنفيذ ما يصل إلى 12 مجزرة أخرى، كان أهالي المنطقة يعرفون مواقعها،مشيرة في الوقت نفسه إلى الاشتباه بوجود بعد طائفي لعمليات القتل.
عدد القتلى قد يصل لـ 350
لكن زميلين سابقين لأمجد يوسف اعتبرا العمليات تحذيرًا للمجتمعات في التضامن وحولها من التعاون مع فصائل المعارضة.
وأضاف المصدران أن جميع مواقع المجازر كانت محظورة على الأهالي، وأن العدد النهائي للقتلى على يد فرع “المنطقة” (227) التابع لشعبة “المخابرات العسكرية” قد يصل إلى 350 شخصًا.
أدلة بشأن المجزرة
كانت وزارة الخارجية الفرنسية، أعلنت في آب الماضي، امتلاكها وثائق وأدلة بشأن مجزرة التضامن، مشيرة إلى أنها سلمتها إلى القضاء الفرنسي باعتبارها “جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”.
وقالت الخارجية الفرنسية في بيان، إن الوثائق تضم عدداً كبيراً من الصور ومقاطع الفيديو، مضيفة أنها “أدلة على فظائع ارتكبتها القوات الموالية للنظام السوري خلال مجزرة التضامن في دمشق في العام 2013”.
وأشارت إلى أن الوثائق والأدلة جُمعت “بفضل الجهود الحثيثة للعديد من المدافعين عن حقوق الإنسان”، مشيدة بـ “شجاعتهم”.
لكن مصدر رسمي مسؤول في وزارة الخارجية السورية، كذّب في أول تعليق حينها على “مجزرة التضامن”، المقطع المسرّب معتبراً إياه “مفبرك ومجهول المصدر، ويفتقد لأدنى درجات الصدقية”.
مجزرة التضامن
وأواخر نيسان الماضي، كشف تحقيق صحفي، نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية في ربيع العام الجاري، عن مجزرة ارتكبها عناصر في قوات النظام في حي التضامن جنوب دمشق في 16 من نيسان من عام 2013.
ويظهر تحقيق “الغارديان” أن كلاً من “أمجد يوسف” و”نجيب الحلبي”، أعدما 41 شخصاً عبر الإلقاء بهم في حفرة وسط أحد الشوارع في حي التضامن، ومن ثم إطلاق الرصاص المباشر عليهم وإحراق جثثهم بإطارات السيارات.
وأشار موقع “الجمهورية” والذي عرض كامل تفاصيل التحقيق عن “الغارديان”، إلى أن هذا الفيديو الذي تم نشره هو واحد من 27 فيديو تم تسريبها، ويظهر فيها مقتل 288 مدنياً بينهم 7 نساء ومجموعة غير معروفة العدد من الأطفال، على يد يوسف والحلبي، اللذين يعملان في الفرع “227” التابع للأمن العسكري.