مؤشر لاحتمال عودة القوات الأمريكية إلى المواقع التي أخلتها عام 2019 في حلب والرقة

في صباح يوم الأحد 15 أيار/ مايو 2022، وصلت قافلة عسكريّة أمريكية إلى إحدى النقاط العسكريّة التي كانت قد أخلتها نهاية عام 2019 في إطار الانسحاب من المواقع التابعة لها في ريفيّ حلب والرقة على خلفيّة إطلاق تركيا عمليّة نبع السلام. 

تمركزت القافلة في قاعدة خراب عشق الملاصقة لمعمل إسمنت لافارج في الريف الجنوبي لمدينة عين العرب/ كوباني شمال شرق حلب، ورافقتها طواقم وآليات فنيّة ومعدّات حفر باشرت فور وصولها بأعمال ترميم الموقع وإعادة رفع السواتر الترابيّة في محيطه. 

وقد تكون خطوة عودة القوات الأمريكيّة إلى قاعدة خراب عشق مؤشراً على نيّتها إعادة التمركز في بقيّة المواقع العسكريّة التي كانت قد أخلتها نهاية عام 2019. 

وهي خطوة قد تسعى الولايات المتحدة من خلالها لتحقيق عدد من الأهداف في هذه المرحلة وهذا التوقيت، وأهمّها: 

• إبداء الاهتمام مجدّداً بالملف السوري مع زيادة وضوح معالم سياسة إدارة الرئيس جو بايدن تجاهه. وبالتالي، الرغبة في أخذ دور أكبر في هذا الملف وكسر حالة الجمود التي يمرّ بها، بما يقود لممارسة الضغوط على بقية الفاعلين لا سيما روسيا وإيران.

 • السعي لتفعيل دور الولايات المتحدة كوسيط وضامن بين تركيا وقوات سورية الديمقراطيّة مع ازدياد حدّة التصعيد المتبادل بين الطرفين مؤخراً، خاصةً في منطقة عين العرب/ كوباني.

وفي حال كان هذا المسعى قائماً على صيغة تفاهم مع أنقرة فقد ينتج عنه وثيقة جديدة شبيهة بمذكرة تفاهم سوتشي (2019)، يحلّ فيه الجانب الأمريكي مكان نظيره الروسي، أمّا إن كان تحركاً أحاديّ الجانب من حيث التنسيق والتنفيذ فإنّ الغاية الرئيسيّة منه هي محاولة منع القوات التركية من إطلاق عمليّة عسكريّة جديدة في المنطقة تستهدف قسد وحزب العمال الكردستاني.

 • التحضير والاستعداد لمرحلة التعافي المبكّر، لا سيما وأنّ خطوة القوات الأمريكية سبقها منح استثناء من عقوبات قانون قيصر للشركات الراغبة في العمل بعدد من القطاعات الاستثماريّة والخدميّة ضمن مناطق سيطرة قسد ومناطق سيطرة الجيش الوطني السوري باستثناء عفرين، خاصةً وأنّ قاعدة خراب عشق ملاصقة لمعمل إسمنت “لافارج سيمنت سيريا” الفرنسي المتوقّف عن العمل منذ منتصف عام 2015، والذي يعتبر المنشأة الأكثر أهميّة في هذه المرحلة مع توارد معلومات أوليّة عن وجود مخطط لصيانته وإعادة تشغيله من قبل الشركة المالكة له أو شركة أخرى تقوم باستثماره. 

لكن، وبالنظر لتعدّد الفاعلين المحليّين والدوليّين في المنطقة فإنّ إعادة انتشار القوات الأمريكيّة فيها تضع على عاتقها مسؤوليّة خلق البيئة الأمنيّة المستقرّة والملائمة لإنجاح خطّة التعافي المبكّر. بالتالي، التعهّد بإخراج حزب العمال الكردستاني من المنطقة، منعاً لاستهدافها وما فيها من منشآت من قبل القوات التركيّة في حال استغلال عناصره وكوادره لها؛ بالسيطرة عليها والاختباء فيها كما حصل في منشآت أخرى، خاصةً محطّات تحويل الكهرباء في منطقتي تل تمر والمالكيّة بريف الحسكة.

المصدر: مركز جسور للدراسات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر الأخبار

سوريّات في فخ “تطبيقات البث المباشر”..بين دعارة إلكترونية واتجار بالبشر

يستقصي هذا التحقيق تفشي “تطبيقات البث المباشر” داخل سوريا، ووقوع العديد من الفتيات في فخ تلك التطبيقات، ليجدن أنفسهن يمارسن شكلاً من أشكال “الدعارة...

ابتزاز واغتصابٌ وتعذيب.. سوريون محاصرون في مراكز الاحتجاز اللّيبية

يستقصي هذا التحقيق أحوال المحتجزين السوريين في ليبيا خلافاً للقانون الدولي، وانتهاكات حقوق الإنسان داخل مراكز احتجاز المهاجرين، وخاصة تلك التي تتبع “جهاز دعم...
ماروتا سيتي دمشق

كعكةُ “ماروتا سيتي” بمليارات الدولارات

آلاف الأسر تتسوّل حقّها بـ"السكن البديل" على أبواب "محافظة دمشق" يستقصي التحقيق أحوال سكان منطقة المزة – بساتين الرازي في دمشق، بعد تهجيرهم من بيوتهم...
جمعية الأمل لمكافحة السرطان

معاناة اللاجئات السوريات المصابات بمرض السرطان في تركيا

تصطدم مريضات السرطان من اللاجئات السوريات في تركيا بحواجز تمنعهن من تلقي العلاج على الوجه الأمثل، بداية من أوضاعهن الاقتصادية الصعبة والاختلاف في أحقية...

خدمات المساعدة القانونية المجانية للاجئين السوريين في تركيا

غصون أبوالذهب _ syria press_ أنباء سوريا الجهل بالحقوق القانونية للاجئين السوريين في تركيا يقف حجر عثرة أمام ممارسة حقهم بالوصول إلى العدالة، ويمنعهم...

الأكثر قراءة