كشفت تقارير صحفية اليوم السبت، عن لقاء قريب مرتقب، سيجمع بين مسؤول في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، والخارجية الروسية، سيكون محوره ملف سوريا.
وذكرت صحيفة “الشرق الأوسط” أن اللقاء المرتقب في الأيام المقبلة بين مسؤول الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأميركي، بريت ماكغورك، ونائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فريشنين، سيشهد تقييماً للاتفاق الأميركي – الروسي، الذي أنتج تمديد القرار الدولي بشأن إيصال المساعدات الإنسانية في سوريا، وإمكانية نقله إلى صفقات وترتيبات بلباس سياسي للطرفين.
وأضافت الصحيفة، في تقرير لها، أن موسكو ستذهب أبعد من الجولة السرية السابقة التي عقدت في بداية تموز الماضي بجنيف، والتي أسفرت عن اختراق تاريخي إنساني تمثل في الاتفاق على تمديد قرار المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر الحدود والخطوط.
وأوضحت “الشرق الأوسط” أن روسيا تتحرك في جنوبي سوريا وشماليها، لتقديم نفسها كمفاوض رئيسي بين الأطراف المتناحرة، سواء كانوا حلفاء أم خصوماً، وهذا ما تؤكده الضربة التي وجهتها الطائرات الروسية على معسكر فصيل سوري معارض بريف حلب، التي كان هدفها الضغط على أنقرة لتمرير قافلة المساعدات عبر الخطوط من ريف حلب إلى إدلب، وتكريس الاعتراف بحكومة نظام الأسد.
ولفتت إلى أن موسكو سمحت لقوات النظام بشن هجوم على منطقة درعا البلد، لتذكير النظام والمعارضة في درعا، بأن هناك حاجة إلى وساطة قاعدة “حميميم” الروسية، في حين قصفت تركيا مواقع “قوات سوريا الديمقراطية” في شرقي سوريا تحت العين الروسية، لتذكير الأكراد بأهمية رضا موسكو.
أما بالنسبة لواشنطن، فإن سوريا ليست أولوية لها، حيث أشار الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى أن عصر بناء الأمم أو تغيير الأنظمة انتهى في أفغانستان وغيرها، أي في سوريا أيضاً، وإن الأولوية الآن هي لمحاربة الإرهاب، وتحديداً “تنظيم داعش”.
وبيّنت “الشرق الأوسط” أن سوريا تقع في مكانة عليا في أولويات روسيا، لكنها في مكانة مختلفة ضمن أولويات الولايات المتحدة، وقد تكون محاربة “تنظيم داعش” ومحاباة الأكراد مدخلاً لتقاطع أميركي – روسي في سوريا.
سوريا بين واشنطن وموسكو
رئيس منظمة “مسيحيون سوريون من أجل السلام”، أيمن عبد النور، أشار إلى أنه بعد قمة الرئيسين بايدن وبوتين، تم وضع أساس للحوار الإستراتيجي بينهما يشمل قضايا كثيرة كبرى، وهي قضايا إستراتيجية كبرى ما بين دولتين كبيرتين الولايات المتحدة وروسيا.
لكن بحسب عند النور، فإن سوريا تأخذ حيّزًا صغيرًا جدًا من تلك المحادثات، والمشكلة التي نحاول أن نتجاوزها -كجالية سورية في الولايات المتحدة- هي أن نجعل الملف السوري مستقلًا، وبعيدًا عن تأثير الملفات الأخرى عليه.
وتابع عبد النور بالقول: “لنعترف أنّ الإدارة الأميركية لديها ملفات ومشكلات كبيرة داخليًا، سواء في الاقتصاد أو الصحة، وملفات دولية كبرى كملف المنافسة مع الصين، وملفات عالقة وإشكالية مع روسيا، مما يجعل الملف السوري في أسفل قائمة الأولويات”.
وأكد في حديث لموقع “حرمون”، أن ما تسعى الجالية السورية في الولايات المتحدة إليه، هو رفع دائرة الاهتمام الأميركي بشأن سوريا لمرتبة أعلى، كي يحظى بالاهتمام وبالوقت اللازم له، وصولًا إلى تعيين مبعوث خاص.
وكان دعا تحالف من شخصيات أميركية مدنية ودينية وسياسية، ومنهم السفير الأمريكي السابق في سوريا، روبرت فورد، في آب الماضي، الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لمجموعة من الإجراءات والتحركات في الملف السوري.
ووقع نحو 60 من القادة المسيحيين، والمسلمين، واليهود، في الولايات المتحدة، على خطاب أُرسل إلى الرئيس الأمريكي، ووزير خارجيته، أنطوني بلينكن.
ويأتي هذا، بعد ساعات حينها، من تصريح الرئيس الأميركي جو بايدن، بأن بلاده تعتبر الخطر الأكبر عليها، يأتي من سوريا وليس من أفغانستان.