اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف , الولايات المتحدة الإمريكية بالعمل على “تقسيم” سورية من أجل السيطرة على نفطها” , جاء ذلك في كلمة ألقاها لافروف في اليوم الثاني بمنتدى باريس للسلام المنعقد بالعاصمة الفرنسية , وقال لافروف إنّ “واشنطن تسعى لإنشاء إدارة محلية في سورية من قبل قوات سورية الديمقراطية التي تشكل ميليشيات حزب العمال الكردستاني عمودها الفقري ، وطلبت من دول الخليج إجراء استثمارات كبيرة في تلك المناطق” , وأضاف : “تريد بشكل متهور سلخ قسم من سورية ، والسيطرة على حقول النفط”.
وأكد أن الولايات المتحدة تسعى لفصل مناطق في شرق الفرات عن سورية ، وإقامة شبه دولة عليها , وأثنى لافروف على الجهود التركية الإيرانية في إنجاح محادثات أستانة ، وبدء الحوار بين نظام الأسد والمعارضة السورية , وأشار إلى أن الولايات المتحدة تمنع حلفاءها من الاستثمار في مشاريع إعادة إعمار سورية ، , وأشار إلى أنّ الولايات المتحدة الأمريكية حظرت الاستثمار في مناطق النظام على دول الاتحاد الأوروبي ودول حلف شمال الأطلسي (ناتو) , وقال : “نحن والحكومة السورية نؤيد دعوة الجميع إلى تهيئة الظروف لتحديث البنية التحتية وتسهيل عودة اللاجئين، وعودة الحياة الطبيعية إلى سورية”.
وتابع لافروف : “على أكراد سورية أن يتحلوا بموقف ثابت. أقاموا فيدرالية روجافا باعتمادهم على الدعم الأمريكي ، وظنوا أنّ هذا الدعم سيكون دائما” , وأردف : “نحن دعوناهم للتواصل مع دمشق إلا أنهم لم يصغوا لنا ، ثم أرادوا مساعدتنا من أجل تواصلهم مع دمشق ، على الرغم من ذلك نحن مستعدون للقيام بذلك ، لكنهم بعد ذلك تخلوا عن الحوار مرة أخرى بعد أن عادت واشنطن من جديد من أجل النفط ، ينبغي التحلي بموقف ثابت”
وكشف وزير الخارجية الروسي عن اقتراب موسكو وواشنطن من التوصل لتفاهم بشأن سورية عام 2013 ، , وقال إن “عدم فصل واشنطن بين إرهابيي جبهة النصرة والمعارضة السياسية أفسد الأمور” , وقال لافروف : “هل لي أن أذكركم أنه قبل إنشاء صيغة أستانا في نهاية عام 2015، لم يكن هناك أي حوار بين الحكومة والمعارضة الحقيقية في (سورية) ، لأن المعارضة الوحيدة التي كان الغرب يعتد بها في ذلك الوقت كانت من مهاجرين يعيشون في اسطنبول والرياض وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية”
وأضاف : “هل تعلمون أنه قبل حدوث ذلك ، وفي عام 2013 بالتحديد، كنا قريبين جدا من التوصل إلى تفاهم مع الولايات المتحدة حول كيفية حل النزاع السوري. كان الاتفاق الذي أعددناه مع (وزير الخارجية الأمريكي السابق) جون كيري وقبلت به الحكومة السورية يقضي بأن لا يتم استخدام القوات الجوية السورية في الحرب أبدا وأن لا تطير مقاتلاتها على الإطلاق، وأنه ينبغي تنسيق أي عمليات من قبل القوات الجوية الأمريكية والقوات الجوية الروسية بيننا، وبعبارة أخرى، كان التفاهم يقضي بأن يكون لروسيا والولايات المتحدة حق الفيتو على تحركات وعمليات بعضنا البعض في سورية. وكان الشرط الوحيد لدخول (الاتفاقية) حيز التنفيذ هو قيام الولايات المتحدة بالفصل بين المعارضة السياسية وإرهابيي النصرة لكنهم لم يفعلوا ذلك ولن يفعلوا ذلك أبدا”.
