دعا قيادي في حزب العمال الكردستاني “ب ك ك” , الدول الأوروبية إلى “عدم التخلي عنهم” بعد انتهاء المعارك التي تخوضها ميليشيات الحزب ضد تنظيم “داعش” ونشر قوة دولية في شمال سورية لحمايتهم من التهديدات التركية ، على ضوء اقتراح واشنطن إقامة منطقة آمنة , وقال ألدار خليل أحد أبرز القياديين في “ب ك ك” في مقابلة مع وكالة فرانس برس ، أجريت في باريس، إن “تلك الدول لديها التزامات سياسية وأخلاقية … إذا لم يفوا بها، فهم يتخلون عنا”.
وخصص خليل دعوته إلى فرنسا ، للعمل لصالح نشر قوة دولية في سورية ، فور انسحاب القوات الأميركية منها , وأضاف خليل “يمكن لفرنسا أن تقدم اقتراحا إلى مجلس الأمن لحمايتنا : يمكنها أن تقترح نشر قوة دولية بيننا وبين الأتراك تكون فرنسا جزءا منها ، أو يمكنها حماية أجوائنا” , وحذر خليل ، الدول الأوروبية والولايات المتحدة إذا لم تفعل شيئا ، فإنهم سيكونون مجبرين على التفاهم مع حكومة الأسد لترسل قوات عسكرية إلى الحدود من أجل حمايتها , وسعى قادة أكراد سوريون إلى إجراء محادثات مع حكومة الأسد بغية حماية منطقتهم بعد انسحاب القوات الأميركية
لكن وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي حذرت من أي تقارب مع نظام الأسد , وقالت “علمتنا التجربة أن النظام السوري يعتمد سياسة مزدوجة” , وعبرت بارلي عن مخاوفها من أن يكون الأكراد “ضحايا” جددا للنزاع السوري جراء الانسحاب الأمريكي المرتقب وتدخل عسكري تركي محتمل في المنطقة , وكتبتت بارلي في مقال لها ، نشر في صحيفة “لو باريزيان” ، أن “إعلان الانسحاب الأمريكي (من سوريا) خلط الأوراق … في المنطقة. لا أحد يعلم حتى الآن إلى ماذا سيفضي”
وأضافت “من واجبنا القيام بكل شيء لتفادي جعل (عناصر) قوات سورية الديمقراطية ضحايا”، والتي تقاتل تنظيم “داعش”، بدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة , وطلبت وزارة الدفاع الأمريكية من حلفائها تشكيل “قوة مراقبين” في شمال شرق سورية ، لكن هذا الطلب لم يلق تجاوبا خلال مؤتمر ميونيخ للأمن , وقال مصدر حكومي فرنسي , إن أعضاء التحالف يرفضون هذا الأمر، مبديا أسفه لـ”سياسة فرض الأمر الواقع”، التي تنتهجها واشنطن , واعتبر المصدر أن “الحل البديل هو اتفاق بين النظام السوري والأكراد , لكن هذا لن يتم بالضرورة ، فدمشق تريد استعادة سيادتها. من هنا تظهر أهمية الروس في اللعبة”