تسبب قصف قوات الأسد وحلفائها من الميليشيات الإرهابية الموالية لإيران بدمار كبير في بلدتي “جرجناز” و”التح”، الواقعتين ضمن منطقة اتفاقي “خفض التصعيد” و”سوتشي”، شمالي البلاد , وعلى مدار الشهرين الماضيين ، تعرضت البلدتان ، جنوبي محافظة إدلب، إلى حملة عنيفة، تسببت بنزوح آلاف السكان، وإعلانهما “منكوبتين”.
وتبعد البلدتان نحو 12 كيلومترًا عن خطوط الجبهة بين فصائل الصوار وقوات الأسد , ونقلت وكالة للأناضول ، عن عضو المجلس المحلي لبلدة “التح” ، مدياد غجر، قوله : إن أغلب السكان رحلوا إلى مخيمات نزوح في الشمال، بعضها يقع على الحدود التركية , وأضاف “غجر” أن الحياة المدنية والتجارية في البلدة توقفت بشكل كامل.
بدوره ، أكد مدير مؤسسة “منسقو استجابة الشمال” المحلية، محمد الحلاج ، أن النظام ركز استهدافه للبلدين مؤخرًا , وأشار أن نحو 33 ألف عائلة كانت تعيش في بلدة “التح”، اضطر 85% منهم للنزوح، في حين لم يبق في بلدة جرجناز سوى 520 عائلة من أصل 4 آلاف , وأضاف أن 9 مدارس وفرنًا ومشفى باتوا خارج الخدمة في البلدتين.
من جانبه ، أكد المواطن , شامان رمضان , من التح ، خلو البلدة من نقاط عسكرية للمعارضة ، إلا أن ذلك لم يمنع النظام من استهدافها بعنف , وذكر , أحمد رشيد ، وهو مواطن آخر من البلدة ، أن “النظام يستهدف اليوم وكل يوم البلدة بقصف شديد”.
وبحسب الدفاع المدني ، استشهد 30 مدنيا وأصيب 180 شخصا خلال يناير/ كانون الثاني الماضي ، في هجمات النظام والميليشيات الإرهابية الموالية لإيران على منطقة “خفض التصعيد”، منتهكة اتفاق “سوتشي” المبرم بين تركيا وورسيا العام الماضي والذي رسخ وقفا لإطلاق النار في المنطقة.
وتشكل محافظة إدلب مع ريف حماة الشمالي وريف حلب الغربي منطقة “خفض تصعيد” بموجب اتفاق أبرم في سبتمبر/أيلول 2017 بين تركيا وروسيا وإيران في أستانة عاصمة كازاخستان , وكانت فصائل الثوار , سحبت أسلحتها الثقيلة من المناطق التي حددها اتفاق سوتشي ، رغم استمرار النظام بخرق الاتفاق.