وقعت موسكو في موقف محرج , عقب تسرعها في تبني وجهة نظر مراسل ومنتج قناة “بي بي سي” في سورية “ريام دالاتي” الذي قال أن المشاهد التي صورت في مستشفى دوما شرقي دمشق عقب الهجوم الكيميائي الذي شنته قوات الأسد على المدنيين في الغوطة الشرقية العام الماضي , ليست إلا مسرحية مفبركة , لكن إدارة قناة “بي بي سي” علقت على تحقيق منتجها بأن “دالاتي” لم يعرب إلا عن رأيه الشخصي في بعض مواد الفيديو , وشدد المتحدث بأسم القناة على أن دالاتي تحدث عن اللقطات فقط , وأضاف : “المنتج أعرب عن رأيه الشخصي في بعض مواد الفيديو التي ظهرت بعد الهجوم، لكنه لم يقل إن الهجوم بحد ذاته، لم يقع أصلا” , موضحا أن “المدينة الواقعة فى غوطة دمشق الشرقية تعرضت لهجوم فى السابع من نيسان / أبريل العام الماضى ، لكن لم يستخدم فيه غاز السارين”
جاء ذلك رداً على مطالبة الخارجية الروسية بقناة “بي بي سي” بموقف رسمي حول ما ذكره مراسلها , وقالت أن “تلك التصريحات أكدت على صحة موقف موسكو وما أدلت به منذ توقيت الحادث” , وأضافت أن تغريدات مراسل لقناة “بي بي سي” البريطانية ريام دالاتي أكدت الرواية الروسية حول ذلك الهجوم الكيماوي , وقالت المتحدثة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا – فى تصريحات أوردتها قناة “روسيا اليوم”- أن تصريحات منتج شبكة “بى بى سى” تؤكد فبركة المشاهد التى التقطت بمشاركة منظمة الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء” ، وأضافت : لذا نفضل سماع موقف الشبكة بأسرها كونها غطت تلك الأحداث بنشاط”
من جهتها كشفت رئيس تحرير قناة “روسيا اليوم” ، مرغريتا سيمونيان , عبر حسابها الرسمي على موقع “فيسبوك” أن المراسل ذاته كتب سابقًا أن هناك عدد من السياسيين ووسائل إعلامية غربية يضاعفون من استخدام جثث الأطفال لفبركة بعض المشاهد واستغلال ذلك الأمر لتحقيق أهداف بيعنها ، فيما أن ما كتبه تم حذفه، وأن “دالاتي” برر ذلك الأمر حينها ، بأنه يتعارض مع السياسة التحريرية لـ”بي بي سي” ، وبالتالي اضطر إلى حذف تغريدته , وأعتادت “بي بي سي”، على تقديم الغطاء الإعلامي لنظام الأسد , ورافق كبار مراسلي المؤسسة كجيرمي بوين وليز دويست , قوات النظام وميليشيا حزب الله في دخول مدن القصير وحلب ووقعت القناة التي تفاخر بمهنيتها وحياديتها بسقطات كبيرة , منها نشرها لتقرير مصوّر ، تضمّن مشاهد من المناطق المحررة التي تعرضت للقصف والدمار في حلب، على أنّها مناطق خاضعة لسيطرة النظام
يشار إلى استخدام قوات الأسد المتكرر للأسلحة الكيماوية قد تم تأكيده بفحص عينات وضحايا من قبل خبراء منظمة حظر الاسلحة الكيماوية , وواجهت روسيا اتهامات غربية شديدة لمساعدتها قوات الأسد والدفاع عن استخدامه المواد السامة ضد المدنيين ، وتبنت بريطانيا إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وجهة نظر هجومية إلى حد كبير حول الهجوم الكيماوي الذي شهدته مدينة دوما شرقي دمشق السورية في نيسان / إبريل من العام الماضي. وانهالت الانتقادات تجاه روسيا واتهامها بأنها من قام بهذا الأمر، على الرغم من نفي روسيا ذلك مع وصف ما حدث بأنه “مسرحية لا أساس لها من الصحة” , مُحملة موسكو المسئولية كاملة عما واجهه الشعب السوري ولاسيما الأطفال والنساء من أضرار وآثار سلبية بالغة