سيريا برس _ أنباء سوريا
أفاد المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا، جيمس جيفري، في مقابلة مع موقع “المونيتور” أن الروس “يعرفون أنه لا يوجد نصر عسكري” في سوريا، ولذلك بحثوا عن طريقة لتحقيق “نصر سياسي”.
وأضاف جيفري في المقابلة، أمس الأربعاء، أن طريقة موسكو للقيام بذلك هي “اختطاف العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، باستخدام أشياء مثل انتخابات بشار الأسد في عام 2021 كبديل عن انتخابات بتفويض من الأمم المتحدة، وعقد مؤتمر تقوده روسيا حول عودة اللاجئين لتولي تلك الحقيبة بعيداً عن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ووضع ختم روسيا والأسد عليها”، وتابع: “ولذلك، حشدنا المجتمع الدولي لمقاطعته بنجاح كبير”.
وأكد جيفري أن “الروس لم يتبنوا حقيقة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2254″، وأضاف: “لقد أوضحنا أننا سوف نرفع العقوبات وأن الأسد سيدعى في النهاية للعودة إلى جامعة الدول العربية، وأن العزلة الدبلوماسية ستنهار، وعرضنا الأمر على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي في عام 2019، بواسطة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو. هم يعرفون عن العرض. إنهم لا يجرون أي تغييرات حقيقية”.
وفي رده على سؤال فيما إذا كانت العقوبات الأمريكية تحقق هدفها المعلن وهو إجبار النظام على تغيير سلوكه، أجاب جيفري: “لقد رأينا أمر رامي مخلوف، ورأينا قادة آخرين. نحن لا نعرف، لأنه عليك حقاً معرفة ما يحدث داخل الدولة البوليسية، ومدى تأثير ذلك. لكن لها بعض التأثير”.
ونفى جيفري وجود أي مسارات بديلة اتبعتها الولايات المتحدة، مثل الانخراط مع قاعدة دعم النظام في “المجتمع العلوي”، مشيراً إلى أنها اقتصرت على “الاتصالات القليلة المبلغ عنها بشأن الصحفي الأمريكي المفقود في سوريا أوستن تايس”.
و أشار المبعوث الأمريكي السابق إلى أنه وبومبيو، أقنعا الإدارة الأمريكية أنها “إذا لم تتعامل مع المشكلة الأساسية لإيران في سوريا، فلن تتمكن من التعامل بطريقة دائمة مع تنظيم الدولة”، وتابع: “لقد رأينا كل هذا على أنه شيء واحد”.
وتحدث جيفري عن “سياسة متكاملة” وضعتها الإدارة الأمريكية تجاه سوريا تندرج تحت “سياسة إيران الشاملة”، وأن النتيجة كانت “نجاحاً نسبياً لأننا، مع الكثير من المساعدة من الأتراك على وجه الخصوص، تمكنا من تحقيق استقرار الوضع”.
وتضمنت السياسة، بحسب جيفري، “مهمة مكافحة الأسلحة الكيميائية، ووجودنا العسكري، والوجود العسكري التركي، والهيمنة الإسرائيلية في الجو، وركيزة عسكرية فعالة جداً من الأركان العسكرية والدبلوماسية والعزلة”.
واعتبر أن “التغيير الوحيد على الأرض لصالح الأسد كان جنوب إدلب خلال عامين ونصف العام من الهجمات”، ولكن جيفري استبعد “أن يستمروا بالنظر إلى قوة الجيش التركي هناك وحجم هزيمة نظام الأسد على يد الأتراك في آذار الماضي”، على حد قوله.
وحول الضربات الإسرائيلية وفيما إذا كانت قد أجبرت إيران على الانسحاب من سوريا، أفاد جيفري أن إيران سحبت الكثير من عناصرها، وأن أحد الأسباب لذلك هو أنهم يتعرضون مالياً لضغط كبير، بينما تعتبر سوريا “باهظة الثمن” بالنسبة لهم. وأضاف أن الإيرانيين “لم يتمكنوا من إنقاذ النظام، باستثناء بعض شحنات الإمدادات النفطية، التي تصل أحياناً، وأحياناً لا تصل”.
وتابع جيفري أن “القدرة الإيرانية على إنشاء تهديد حقيقي على غرار جنوب لبنان لإسرائيل من خلال أنظمة بعيدة المدى قد أعاقتها الضربات الإسرائيلية، والتي تم تمكينها، إلى حد ما، من خلال الدعم الدبلوماسي الأمريكي وغيره”. وقال: “لقد أوقفنا بشكل أساسي أهداف إيران طويلة المدى ووضعنا وجودها الحالي تحت الضغط. هل هذا ضغط كاف لحمل إيران على المغادرة؟ انا لا اعرف. لا أعرف ما إذا كان بإمكاننا إعادتهم إلى الوراء. لكنني أعلم أنه جزء أساسي من أي اتفاق أكبر”.
وأستطرد جيفري : “مهما كان مستوى الألم الذي نلحقه بالإيرانيين والروس ونظام الأسد، فلن يزول حتى مغادرة إيران” من سوريا.
مصدر الخبر : الشرق – سوريا