وافق الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، على توسيع المهمة العسكرية للقوات الأميركية بهدف حماية حقول النفط في المنطقة الشرقية في سورية , ونقلت وكالة “أسوشيتيد برس” عن مصادر وصفتها بالمطلعة أمس ، أن ترامب ناقش مع مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية (الپنتاغون) ، يوم الجمعة الماضي ، مسألة إبقاء قوات أميركية في سورية لحماية حقول النفط شرقي البلاد.
وأكدت الوكالة أن ترامب وافق على الخطة الجديدة ، التي بموجبها ستحمي القوات الأميركية مساحة كبيرة، تمتد على طول حوالي 145 كيلومترا من دير الزور إلى الحسكة شمال شرقي سورية ، وتخضع لسيطرة ميليشيات حزب العمال الكردستاني التي تهيمن على “قوات سورية الديمقراطية” , ولم تحدد الوكالة عدد الجنود الأميركيين المحتمل بقاؤهم في المنطقة، في حين رجح مسؤولون أن يكون العدد الإجمالي 800 عسكري على الأقل، 200 منهم في قاعدة التنف الأميركية عند مثلث الحدود السورية – العراقية – الأردنية
في حين قدرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية بأن العدد سيكون حوالي 900 عسكري أميركي , وأشارت الاسوشيتد برس إلى أن إبقاء القوات الأميركية يثير أسئلة قانونية حول إمكانية توجيه ضربات لقوات الأسد أو غيرها، في حال وجود تهديد من قبلها للسيطرة على حقول نفط , وأضافت الصحيفة نقلا عن مسؤول أميركي بأن ترامب يميل إلى تنفيذ خطة جديدة لوزارة الدفاع “الپنتاغون” تقضي بالإبقاء على نحو 200 جندي أميركي لمكافحة تنظيم “داعش” وكذلك لمنع تقدم قوات الأسد وروسيا على حقول النفط
وكان ترامب قرر مطلع الشهر سحب جميع القوات الأميركية في المنطقة وقوامها ألف جندي في خطوة قوبلت بانتقادات على نطاق واسع باعتبارها خيانة للحلفاء الأكراد , وقال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر للصحافيين في أفغانستان “لدينا قوات في بلدات في شمال شرق سورية تقع بالقرب من حقول النفط ، القوات في تلك البلدات ليست ضمن مرحلة الانسحاب الجارية” , وأضاف “الغرض هو منع وصول الإيرادات بالتحديد إلى تنظيم داعش وأي جماعات أخرى قد تسعى للحصول على هذه الإيرادات لتمويل أنشطتها المؤذية”.
وتقع أهم حقول النفط والغاز السورية في محافظتي دير الزور والحسكة ، حيث تسيطر القوات الأميركية على حقل العمر النفطي، الذي يعد أكبر حقول النفط في سورية مساحة وإنتاجا , كما تسيطر على حقل التنك ، وهو ثاني أكبر الحقول ، ويقع في بادية دير الزور الشرقية , بالإضافة إلى حقل كونيكو للغاز، وهو يضم أكبر معمل لمعالجة الغاز في سورية ، كما يستفاد منه في إنتاج الطاقة الكهربائية ويقع بريف دير الزور الشمالي , ويقدر إنتاج الحقول الثلاثة بنحو 140 إلى 150 ألف برميل نفط يوميا ، وكان إنتاجها نحو 386 ألف برميل يوميا في عام 2010، في وقت كان استهلاك سورية نحو 250 ألف برميل يوميا، بحسب مصادر اقتصادية دولية متخصصة