كشفت وكالة “أسوشيتد برس“، عن وثيقة روسية صدرت أمس الإثنين، تتحدث عن عزم بيلاروسيا الحليف لموسكو إرسال جنود إلى سوريا.
ووفق الوثيقة الروسية الرسمية، فإن بيلاروسيا تريد نشر ما يصل إلى 200 جندي في سوريا للخدمة إلى جانب القوات الروسية في سوريا.
وأشارت “أسوشيتد برس” إلى مسودة الوثيقة بين روسيا وحليفتها بيلاروسيا والتي أقرها رئيس الوزراء الروسي، ميخائيل ميشوستين، تنص على أن القوات البيلاروسية ستعمل على تقديم “مساعدة إنسانية” للسكان خارج مناطق القتال.
كما تنص الوثيقة، التي لم يتم التوقيع عليها بعد من قبل وزارتي الخارجية والدفاع في البلدين، على أن القوات البيلاروسية ستعمل تحت السيطرة العملياتية للجيش الروسي في سوريا عند نشرها في البلاد.
المعارضة البيلاروسية تندد
من جانبها، انتقدت المعارضة سفياتلانا تسيخانوسكايا، التي أُجبرت على مغادرة البلاد بعد إعادة انتخاب لوكاشينكو لولاية سادسة في انتخابات آب 2020 والتي اعتبرتها المعارضة والغرب مزورة، عزم بلادها على إرسال قوات بيلاروسية إلى سوريا.
ووصفت الخطوة بأنها رد لوكاشينكو على دعم موسكو، بحجة أنها تنتهك دستور البلاد وتتعارض مع المصالح الوطنية.
وقالت تسيخانوسكايا للوكالة إن “لوكاشينكو يدفع بسيادة بيلاروسيا مقابل الدعم الذي حصل عليه في عام 2020 والذي ساعده على البقاء في السلطة”.
ودعا رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، الذي يعتمد بشكل متزايد على دعم الكرملين السياسي والمالي في خضم عقوبات غربية موجعة فرضت على البلاد بسبب حملة أمنية شنها لقمع احتجاجات محلية، إلى علاقات دفاعية أوثق مع موسكو. وعرض مؤخراً استضافة أسلحة نووية روسية في بلاده.
وفي الأسابيع الأخيرة، نقلت روسيا قواتها من سيبيريا والشرق الأقصى إلى بيلاروسيا لإجراء مناورات مشتركة شاملة، وأدى انتشار القوات الروسية بالقرب من الحدود الأوكرانية، إلى مخاوف الغرب من غزو محتمل.
نية روسية لإرسال القوات البيلاروسية منذ 2021
كان معهد “دراسات الحرب” الأمريكي نشر في شباط من عام 2021، تقريرًا يتحدث فيه عن نية الحكومة الروسية نشر قوات بيلاروسية في سوريا.
وقال معهد “دراسات الحرب” إن الكرملين ينوي الاستفادة من انتشار القوات البيلاروسية لإضفاء شرعية إضافية على التدخل الروسي في سوريا، من خلال تأطيره على أنه جهد دولي.
ويسعى الكرملين إلى تنمية القوى المتحالفة مع التحالفات الدولية لتضخيم انتشار قواته.
ويتوقع معهد “سياسات الحرب” أن يستفيد الكرملين على الأرجح من القوات غير الروسية في العمليات الاستكشافية.
ويمكن أيضاً وفق المعهد، أن يساعد الانتشار البيلاروسي الوحدات الروسية على تأمين خطوط اتصالات أرضية في وسط سوريا، حيث أطلقت روسيا جهودًا متجددة لحماية النفط والغاز في وسط سوريا في آب 2020، وتجلى ذلك من خلال توسيع نطاق انتشار “الشرطة العسكرية الروسية” وقوات “فاغنر” العسكرية الخاصة.