قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي إن بلاده ستبقي ما بين 500 إلى 600 جندي في سورية بعد قرار الرئيس دونالد ترامب سحب قواته , وفي تصريحات لقناة “أي . بي . سي” الأميركية , قال الجنرال ميلي إن “أقل من ألف .. ربما نحو 500 جندي ، وربما 600 جندي سيبقون في سورية مستقبلا” ، دون أن يحدد طبيعة مهامهم خلال الفترة المقبلة إن كانت مهام قتالية أو مهام إسناد ومساعدة فحسب , ولم يؤكد الجنرال ميلي الموعد المحدد المتبقي لانسحاب بقية قوات بلاده من سورية ، لكنه أكد أن الوقت لن يطول ، ولن يتأخر كثيرا.
وأضاف ميلي أن البنتاغون لا يرغب في الكشف عن العدد الدقيق لجنوده في سورية لأنه “لم يكمل بعد تحليل الموضوع” , وأوضح ميلي متحدثا عن هدف هؤلاء العسكريين بسورية : “لا يزال مسلحو داعش يتواجدون في المنطقة، ومن دون الضغط على هذا التنظيم ستظهر ظروف لانتعاشه” , وتابع قائلا إن واشنطن ستحافظ على الوجود العسكري المحدود في سوريا من أجل “تحقيق المهمة الأساسية المتمثلة في إلحاق الهزيمة بداعش على المدى الطويل”.
وكان الرئيس ترامب أعلن يوم 19 ديسمبر/ كانون الأول الماضي بدء انسحاب قوات بلاده من سورية وعودتها إلى الولايات المتحدة دون تحديد موعد زمني، بحجة هزيمة تنظيم “داعش” , وتعرض الرئيس الأمريكي لانتقادات في الداخل بعد إعلانه سحب قواته والذي اعتبر بمثابة إعطاء الضوء الأخضر للتوغل التركي , وعقب ذلك ، أعلن قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جوزيف فوتيل يوم 11 فبراير/ شباط الماضي، أنه يُحتمل أن تبدأ واشنطن خلال أسابيع سحب قواتها البرية من سورية تنفيذا لأمر الرئيس ترامب
فيما رصدت مواقع إخبارية عودة قوات عسكرية أميركية إلى بلدة تل تمر بريف الحسكة , ونشرت قناة “روسيا اليوم” ، تسجيلا مصورا لرتل أميركي قالت انه كان متجها إلى بلدة تل تمر بريف الحسكة ، قادما من قاعدة قسرك الأميركية عبر الطريق الدولي , ويتألف الرتل من عدة دبابات أميركية من طراز أبرامز تظهر للمرة الأولى في المنطقة ، وعربات مدرعة ترفع العلم الأميركي وتسير على الطريق الواصل إلى بلدة تل تمر , وكثفت القوات الأميركية انتشارها في الآونة الأخيرة في شمال شرق سورية تزامنا مع إعلان ترامب عزمه تعزيز القبضة الأميركية على حقول النفط شرق البلاد لحمايتها من سيطرة “داعش” أو جهات أخرى .
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الجمعة ، إن القوات الأميركية لم تنسحب من سورية ، مضيفاً: “قواتنا ما تزال موجودة على الأرض السورية” , وكانت وسائل إعلام تحدثت مؤخرا عن بدء الولايات المتحدة إنشاء قاعدتين عسكريتين جديدتين شمال شرق سورية بالقرب من حقول النفط , وكانت وكالة “أسوشيتد برس” أفادت في وقت سابق من هذا الأسبوع، بأن الرئيس الأمريكي أقر خطة تقضي بأن يكون العدد الإجمالي للعسكريين الأمريكيين في سورية 800 شخص على الأقل، 200 منهم في قاعدة التنف الأمريكية، عند مثلث الحدود السورية العراقية الأردنية ، وذلك بغية حماية حقول النفط بشمال شرق البلاد