قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، إن موقف الاتحاد الأوروبي تجاه بلاده في الأونة الأخيرة ، بعيد لأن يكون بنّاءً , وتابع مؤتمر صحفي عقده الخميس ، مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان في بودابست “للأسف هناك بعض الشركاء الاستراتيجيين ، يتواصلون مع قيادات التنظيمات الإرهابية ويتضامنون معهم وهذا الأمر يحزننا” , وشدد على ضرورة مكافحة جميع أشكال الإرهاب والإرهابيين دون تمييز , وأكد أردوغان على ضرورة أن لا تكون علاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي رهينة القضايا الثنائية مع بعض الدول الأعضاء فيه , ودعا أردوغان ، إلى ضرورة فهم القيمة التي ستضيفها عضوية تركيا التامة إلى الاتحاد الأوروبي بشكل جيد.
وأشار أردوغان ، إلى أن بلاده تستضيف حاليا، 4 ملايين لاجئ، وأن عددا كبيرا منهم يمكنهم الهجرة إلى أوروبا , وأوضح أن الهدف من إقامة المنطقة الآمنة في سورية ضمان عودة اللاجئين إلى ديارهم وأرضهم , وأعلن أنه وجه نداءً خلال لقائه الأخير مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، لعقد مؤتمر المانحين الدوليين لدعم إنشاء المنطقة الآمنة في سورية , وأضاف “سنستمر في استضافة ضيوفنا سواء تلقينا دعما أو لا، ولكن سنضطر لفتح أبوابنا في حال لم يسير الأمر على ما يرام” , وأكد أردوغان، أن بلاده لا تستطيع تحمل أعباء اللاجئين بمفردها , وقال أن الاتحاد الأوروبي لم يف بتعهداته حيال مساعدة اللاجئين بالشكل الكامل.
وأشار الرئيس التركي إلى عدم وجود دولة أخرى حاليا، تتخذ موقفًا حازمًا ضد تنظيم “داعش” الإرهابي، أكثر من تركيا , وأردف “في المرحلة الأولى حيّدنا أكثر من 3 آلاف عنصر لتنظيم داعش ، بمنطقة الباب السورية ، وحاليا هناك أكثر من 1150 من عناصر التنظيم الإرهابي محبوسون في سجون بلادنا” , واستطرد أردوغان، “قبضنا على زوجة وشقيقة (أبوبكر) البغدادي (زعيم داعش المقتول)، كما ألقينا القبض على 13 آخرين من المقربين إليه وجميعهم بأيدينا ، وحظرنا دخول 76 ألف شخص من 151 دولة إلى بلادنا ضمن جهود مكافحة الإرهاب بينهم منتمون إلى داعش”.
ولفت إلى عدم وجود فرق بين من يدعى بـ”مظلوم كوباني” (القيادي في ميليشيات حزب العمال الكردستاني) وأبو بكر البغدادي , وتابع “الإرهاب لا ينتهي بقتل قيادات المنظمات، فإن لم ننفذ ما يترتب على الشراكة الاستراتيجية، فإن الإرهاب الذي يضربنا اليوم، سيطال دولة أخرى بالغد” , وشكر الرئيس التركي، رئيس الوزراء المجري، على دعم بلاده لكفاح تركيا ضد الإرهاب , وبيّن أن تضامن بودابست مع أنقرة في هذا المجال، يظهر مدى صلابة الشراكة الاستراتيجية القائمة بين الجانبين.
ولفت إلى أن 270 عنصرا من داعش أغلبهم من النساء والأطفال ، ممّن تم إخلاء سبيلهم من السجون من قِبل ميليشيات “الكردستاني” ، تم إعادتهم إلى السجون، وأن العمل على تقييم أوضاعهم ما زال مستمرا , وعن عملية نبع السلام التي أطلقتها تركيا في مناطق شرق الفرات بهدف دحر الإرهابيين، قال أردوغان : “تلقينا وعودا من الولايات المتحدة حول إخراج الإرهابيين من المنطقة الآمنة خلال 120 ساعة، وأبرمنا اتفاقا مماثلا مع الروس لإخراج الإرهابيين خلال 150 ساعة ، لكن كلتا الدولتين لم تستطيعا تطهير المنطقة من الإرهابيين خلال المدة المتفق عليها ، ولهذا فإن الكفاح ضد الإرهابيين مستمر هناك”