كشفت الأمم المتحدة عن آخر الأرقام والإحصائيات المتعلقة بالأوضاع الإنسانية في شمال شرق سورية , وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام فرحان حق ، في المؤتمر الصحفي اليومي “يساورنا قلق عميق إزاء سلامة وأمن مئات الآلاف من المدنيين في شمال شرق سورية عقب التقارير التي تفيد باستمرار الاقتتال في مناطق متفرقة وتصاعد العنف” , وقال إن معظم النازحين يقيمون في المجتمعات المضيفة أو عند أقاربهم في الحسكة والرّقة ومحافظة دير الزور. في حين تم إيواء نحو 17 ألف شخص في 79 من مراكز الإيواء الجماعية.
وذكّر حق بأهمية حماية المدنيين في حالات النزاع وحماية البنى التحتية للمدنيين وفقا للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان الدولي , وأضاف قائلاً : “إن التصعيد الأخير يفاقم الأوضاع الإنسانية المتفاقمة أصلا في شمال شرقي سورية. ومن بين الثلاثة ملايين مواطن هناك، 1.8 مليون شخص كانوا أصلا بحاجة إلى مساعدات قبل اندلاع المعارك، من بينهم أكثر من 900 ألف بحاجة ماسّة للمساعدات الإنسانية. وأكثر من 710 ألف شخص ممن يعيشون في المنطقة كانوا نازحين أصلا داخل بلدهم”
وأكد حق أن الأمم المتحدة تحث جميع أطراف النزاع والأطراف المؤثرة على ضمان دخول طواقم الأمم المتحدة الآمن ، من دون معوقات ، لتقديم المساعدات المنقذة للحياة لجميع من هم بحاجة إليها , ويشير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إلى استمرار المدنيين على الفرار وترك مناطق سكناهم في شمال شرق سورية. وقال فرحان حق إنه “بين 30 و31 تشرين أول/ أكتوبر نزح 11،340 شخصا على الأقل وقد أجبروا على الرحيل من القرى الواقعة في منطقة تل تمر.”
وبهذا يرتفع عدد النازحين الذين فرّوا من شمال شرق سورية منذ التاسع من تشرين أول / أكتوبر، أي منذ بدء العملية العسكرية التركية في تلك المنطقة ، إلى نحو 108 ،500 شخص من بينهم أكثر من 47 ألف طفل , وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة أن “الأزمة السورية هي أزمة حماية في المقام الأول فالسنة الماضية كانت السنة الأشد فتكاً بالأطفال منذ اندلاع الحرب. إلا أن تصاعد القتال في شمالي شرق البلاد منذ بدايات تشرين الأول / أكتوبر 2019 يمثل تذكيراً صارخاً بمدى شدة تأثير القتال واتساع نطاقه على الأطفال في جميع أنحاء البلد الذين يُقدّر عددهم بخمسة ملايين طفل.
وأضافت “لقد كانت الأضرار البدنية والنفسية التي لحقت بأطفال سنوات النزاع هائلة ومدمرة. وقد تصاعد العنف في الأسابيع الأخيرة , وقالت اليونيسف أنها تعمل على مساعدة ما يُقدر بـ 80,000 طفل هُجّروا منذ بدايات تشرين الأول / أكتوبر , وحسب تقديرات المنظمة فأن مايقارب السبعون ألف طفل نزح منذ بدء تصاعد وتيرة العنف في شمال شرقي سورية , وقالت المنظمة أنها تعمل حالياً من خلال شركائها على إيصال المساعدات بشكل فوري
إضافة لتقديم المساعدات الطارئة للعائلات فور وصولها إلى مراكز الإيواء الجماعية المؤقتة , وتوفير 95،000 لتر من المياه و 12 خزان مياه لتخفيف وطأة النقص الحاصل في المياه ضمن مراكز الإيواء بمدينة الحسكة , واتخاذ الإجراءات اللازمة لضم ورعاية 13 من الأطفال المنفصلين عن ذويهم , كما تستمر منظمة اليونيسف بدعم إيصال المياه الآمنة وخدمات الصحة والتغذية في مخيم الهول ، الذي يمكث فيه مايقارب 64،000 من النساء والأطفال.