رفض مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية غير بيدرسون , الرد على تصريحات رئيس النظام بشار الأسد انتقد فيها عمل اللجنة الدستورية السورية , وأعلن بيدرسون أمس اختتام أعمال المجموعة الموسعة للجنة الدستورية والتي بدأت في جنيف يوم الأربعاء، ووصف المباحثات بالجيدة مشيرا إلى أنه يتطلع قدما إلى الفترة المقبلة , وردّا على سؤال إحدى الصحفيات بشأن ما قاله رئيس النظام بأن كل ما يحصل هو جزء من سوتشي معتبرا أن جنيف غير موجودة ، قال بيدرسون إنه “ينبغي عليه أن يطّلع على تلك التصريحات قبل التعقيب عليها” , وفي مقابلة تلفزيونية بثها القنوات الرسمية للنظام نفي بشار الأسد , ارتباط عمل اللجنة الدستورية بالانتخابات. وقال إن اللجنة الدستورية لا تؤدي إلى الحل بل ربما تؤمّن جزءا من الحل ، وأن دورها يقتصر على التعديل الدستوري.
وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده المبعوث الخاص من باحة الأمم المتحدة في جنيف مساء الجمعة بعد اختتام أعمال اللجنة الدستورية ، أكد بيدرسون على أن لجنة الصياغة المصغرة التي تتألف من 45 عضوا ستعقد اجتماعاتها بدءا من يوم الاثنين , وأضاف بيدرسون قائلا “لقد أكملنا الاجتماع مع المجموعة الكبيرة ، وكانت جلسة الافتتاح يوم الأربعاء جيدة ارتقينا خلالها إلى مستوى هذه المناسبة التاريخية” , وأوضح بيدرسون أن المحادثات خلال اليومين الماضيين كانت أيضا جيدة ، وأشار إلى أنه “بعد ثماني سنوات ونصف من الصراع بالتأكيد توجد خلافات عميقة والكثير من الشك وانعدام الثقة ، ولكن في الحقيقة جلس 150 سوريا معا وهم يكنون الاحترام لبعضهم البعض ويتبادلون أطراف الحديث والمناقشات”
وتضاربت أمس المعلومات التي رشحت عن اجتماعات اللجنة بين ممثلين عن حكومة الأسد والمعارضة السورية خاصة في القضايا التي تتعلق باجتماعات اللجنة المصغرة وطبيعة اللقاءات التي حدثت بين الطرفين , لكن بيدرسون أكد بأن مستقبل سورية يبدو رائعا ، وأضاف “لم نتفق فقط على الأجندة ، ولكن أيضا اتفقنا وبالإجماع على مدونة السلوك بشأن المشاورات والاجتماعات والمستقبل” , وأكد بيدرسون مجددا أن هذه عملية سورية يقودها سوريون ويملكها سوريون وهي تركز على تلبية تطلعات الشعب السوري , كما أكد أنه “تأثر من أداء الرئيسيْن المشاركيْن (رئيسيْ وفديْ النظام والمعارضة)، حيث تم التوافق قبل نهاية الاجتماع على أعضاء الهيئة المصغرة، المكونة من 45 عضوا، على أن تجتمع الأسبوع المقبل، ولكن غير معروف مدة عملها على أن يحدد ذلك الأسبوع المقبل”.
من جانبه أشار ممثل المعارضة هادي البحرة إلى أن اللجنة ستدرس كافة الدساتير السورية لمحاولة صياغة دستور حديث يحقق تطلعات الشعب السوري. وأوضح أن طابع اللقاء الأول كان دستوريا لكن البعض تطرق إلى الأحاديث السياسية. ودعا البحرة إلى إجراء الحوار بين السوريين والوصول إلى حلول سياسية لتطبيق قرار مجلس الأمن 2254 بشكل كامل , وردّا على أسئلة الصحفيين بشأن جدية الطرف الحكومي، أكد البحرة أن جميع الأعضاء أمام استحقاق وطني وواجب وطني ومن يعيق عمل اللجنة فسيضع نفسه خارج إطار عمل اللجنة , وبشأن عمل لجنة الصياغة نفى البحرة ارتباطها بجدول زمني محدد، وأشار إلى أن الاجتماع في دمشق مسألة لا يمكن النقاش فيها بسبب المخاطر القانونية التي قد يواجهها بعض الأعضاء.
فيما قال أحمد كزبري، ممثل النظام ، إن لجنة الصياغة ستجتمع لمدة أسبوع واحد فقط ثم يعود الوفد إلى دمشق لمدة أسبوعين. وأكد كزباري أن الاجتماع خلال اليومين الماضيين لم يكن سياسيا ولم يتم إجراء أي حوار سياسي لأن الوفود ليست سياسية، إلا أنه دعا بعض الأعضاء إلى إعادة الاطلاع على دستور 2012 لأن بعض المطالب التي قدّموها حول سيادة القانون والحريّات على سبيل المثال موجودة في الدستور ولا يمكن إعادة المطالبة بها , وردّا على أسئلة الصحفيين بشأن إمكانية عقد اجتماع في دمشق ، أعرب كزبري عن أمله في ذلك وأضاف أن “جدية الأطراف يحددها العمل” مشيرا إلى أنه لن يتم الاجتماع مع أي أطراف بعيدة عن “الثوابت الوطنية.” وبشكل عام وصف كزبري الأجواء بأنها كانت جيّدة.