قُتل 9 وأصيب 20 مدنيًا على الأقل، بينهم أطفال ، جراء هجمات شنتها قوات نظام الأسد وروسيا على منطقة خفض التصعيد بإدلب ، شمال غربي سورية , وبحسب معلومات مرصد الطيران التابع للمعارضة السورية ، شنّ النظام وروسيا هجمات جوية مكثفة على معرة النعمان والتمانعة وتل منيس والهلوبة والفاقي ومعرشمارين والتح , وأشارت مصادر في الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) إلى مقتل 6 مدنيين بينهم 3 أطفال جراء القصف على تل منيس مساء الأحد ، و3 في الهلوبة ومعرشورين والفاقي , ونزحت أعداد كبيرة من المدنيين خلال الحملة الجديدة التي شنتها قوات الأسد وروسيا للسيطرة على المنطقة وتضمنت ضربات عنيفة وعمليات تقدم الأسبوع الماضي في جنوب محافظة إدلب ومحافظة حماة القريبة.
وقالت الأمم المتحدة إن مئات لقوا حتفهم في هذه الحملة منذ أواخر أبريل نيسان كما نزح أكثر من 500 ألف شخص من ديارهم , وقال مسؤول عسكري تابع لقوات الأسد , إن ”عملية (استعادة خان شيخون) كانت صعبة. المقاتلون تماسكوا لمدة شهر تحت قصف عنيف ومتواصل جعلهم ينسحبون إلى الشمال“ , ولحقت بالمدينة الكبيرة الواقعة في جنوب محافظة إدلب لأضرار جسيمة بسبب الحملات الجوية المتكررة التي شنتها طائرات نظام الأسد وحليفته روسيا , وأصبحت خان شيخون حديث العالم في 2017 حيث قُتل نحو 100 مدني معظمهم من الاطفال عندما قصفتها قوات الأسد بغاز السارين السام في واحد من أدمى الهجمات التي شنت بأسلحة كيماوية في هذه الحرب التي يشنها نظام الاسد وحلفاءه على الثورة الشعبية في سورية منذ عام 2011
وقالت منظمات حقوقية ومصادر من المعارضة السورية إن عشرات الآلاف من الأشخاص فروا إلى الحدود التركية خلال الأيام القليلة الماضية مع توغل قوات الأسد والميليشيات الإيرانية أكثر داخل منطقة خفض التصعيد , وترك الفارون مدينة خان شيخون ، التي كانت ملاذا لعائلات فرت من مناطق كانت تحت سيطرة المعارضة , وذكر أفراد فرق إنقاذ هناك أن نحو 60 ألف شخص فروا خلال الأيام الأربعة الماضية فقط , وأشار سكان إلى أن مقاتلات روسية كثفت قصف قرى وبلدات متفرقة حول مدينة معرة النعمان وأن مستشفى الرحمة الموجود في المنطقة أصيب في القصف.
من جهته ، أعلن فريق “منسقو استجابة سورية” ، أن هجوم قوات النظام المدعومة من روسيا أدى الى نزوح 31713 عائلة بحدود (197574 نسمة) ، خلال الفترة الواقعة بين 11 و21 أب / أغسطس فقط , وقالت المصادر إن عشرات الآلاف من الأشخاص فروا إلى الحدود التركية خلال الأيام القليلة الماضية مع مواصلة قوات الأسد والميليشيات الإيرانية بمساندة روسية هجومها على مدن وبلدات ريفي حماة الشمالي وأدلب الجنوبي , وترك الفارون مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب اصطرت للفرار ، وقال عبد الله يونس من معرة النعمان ”ما توقفت السيارات … إلي عم تخرج من المدينة“.
وأشار سكان إلى أن مقاتلات نظام الأسد وروسيا كثفت قصف قرى وبلدات متفرقة حول معرة النعمان , وقال عبد الرحمن الحلبي، وهو من المنطقة ، لرويترز ”كان هناك 15 غارة في أقل من خمس دقائق“ على بلدة جرجناز , ولاقى مئات المدنيين حتفهم وشُرد 400 ألف شخص على الأقل، حسبما أفاد مسعفون ومنظمات غير حكومية والأمم المتحدة , وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان ، التي تحصي عدد الشهداء والمصابين وتقدم إفادات إلى منظمات عديدة تابعة للأمم المتحدة، إن 196 طفلا كانوا ضمن 843 مدنيا قتلوا منذ بدء الحملة في أبريل نيسان
وألقت روسيا بثقلها وراء الحملة التي يشنها نظام الأسد والتي بدأت تتصاعد في أواخر أبريل نيسان ، وشنت آلاف الغارات والضربات الجوية على شمال حماة وجنوب إدلب , فيما وصفه خبراء عسكريون غربيون وشخصيات معارضة بأنه تطبيق ”لاستراتيجية الأرض المحروقة“ , وقال عمال إنقاذ يعملون في مناطق المعارضة في إدلب إن الطائرات الحربية قصفت البلدات والقرى وقتلت 12 شخصا أمس , ودعت فرنسا لإنهاء القتال فورا ونددت بتوجيه ضربات جوية لمخيمات النازحين , وقالت الولايات المتحدة إنها تراقب العمليات العسكرية لنظام الأسد في شمال غرب سورية عن كثب , ودعت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) جميع الأطراف ، بما في ذلك روسيا ونظام الأسد ، إلى تجنب الهجمات واسعة النطاق ووقف تصعيد أعمال العنف في المنطقة