كشف المرصد “الأورومتوسطي” لحقوق الإنسان، عن أن خطة الاستجابة الإنسانية السنوية في سوريا، تواجه عجزاً بنسبة 75%، في ظل ارتفاع الأسعار، ما أدى لزيادات غير مسبوقة في معدل الفقر داخل البلاد.
ونقل بيان للمرصد، عن مدير العمليات فيه، أنس الجرجاوي، قوله إن “خطة الاستجابة الإنسانية لسوريا، لم تتلق سوى 25% من التمويل اللازم، ينما يواجه السوريون مستويات قياسية من الفقر وانعدام الأمن الغذائي”.
وأشار إلى أن نحو 14.6 مليون سوري، نصفهم من الأطفال، يحتاجون إلى مساعدة إنسانية، لافتاً إلى “أن انتشار الفقر وفقدان سبل العيش، خلق شعوراً باليأس والإحباط الذي ساهم في زيادة حالات الانتحار في غالبية المحافظات السورية”.
ارتفاع الأسعار بنسبة 800% آخر عامين
ووفق البيان، فإن الارتفاع الحاد وغير المسبوق في الأسعار والذي وصلت نسبته لـ800% آخر عامين، كان له تأثير كبير على قدرة سكانها على تأمين احتياجاتهم اليومية من المواد الغذائية والسلع الأساسية.
وأكد أن “الصراع السوري ومارافقه من نزوح وركود اقتصادي حاد وانخفاض قيمة العملة المحلية، أدى إلى إفقار السكان وزيادة العبء المالي على الأفراد”.
ولفت إلى أن تدهور الوضع الإنساني لايشمل محافظة أو منطقة واحدة، بل يؤثر على جميع المحافظات السورية تقريباً، رغم أنه مرتفع في شمال سوريا بالممقارنة مع باقي المناطق.
ارتفاع في الاحتياجات الشتوية بنسبة 33%
كانت الأمم المتحدة أكدت 10 من الشهر الجاري، أن هناك “حاجة ماسة” إلى حوالي 200 مليون دولار لسد فجوة التمويل، وتلبية الاستجابة الشتوية في سوريا، مع اقتراب دخول فصل الشتاء.
وقال المتحدث الرسمي للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن “احتياجات الشتاء الإنسانية ارتفعت هذا العام بنسبة 33% عن العام الماضي، موضحاً أن حوالي 6 ملايين شخص سيحتاجون إلى مساعدة إنسانية للتصدي لظروف الشتاء القاسية”.
وتعد مناطق شمال غرب سوريا من أكثر المناطق السورية تأثرا بنقص الاستجابة الإنسانية الأممية، نظراً لوجود أكثر من مليون ونصف المليون نازح فيها، يقطنون مئات المخيمات بالمنطقة.
وفي أيار الماضي، تعهدت الدول المشاركة في مؤتمر بروكسل السادس لدعم مستقبل سوريا والمنطقة بمبلغ 6.7 مليارات دولار، دعماً للاستجابة الإنسانية للشعب السوري،
واعتبر حينها فريق “منسقو استجابة سوريا” أن تعهدات الدول المانحة “صادمة ومخيبة للآمال”، مشيراً إلى أن “60% من التعهدات التي قدمها المانحون في مؤتمر 2021 لم تنفذ”.