استثنى الرئيس الأمريكي جو بايدن، سوريا والعراق، من قرارٍ قيّد بموجبه شروط القيام بغارات جوية أو هجمات بطائرات مسيّرة أو عمليات تنفذها قوات الكوماندوز الخاصة، في عدد من الدول في آسيا وإفريقيا.
ونقلت شبكة “CNN” الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين قولهم: “إن الرئيس بايدن وقّع أمس السبت، على سياسة سرية تشدد قواعد وكالة الاستخبارات المركزية CIA والبنتاغون في تنفيذ الضربات بطائرات مسيّرة وهجمات الكوماندوز خارج مناطق الحرب التقليدية”.
ولفتت إلى أن السياسة الجديدة تستهدف بشكل خاص دولاً مثل: “الصومال واليمن وأفغانستان”، إلّا أن شروط التقييد الجديدة لا تشمل العراق وسوريا.
أسباب استثناء سوريا والعراق
وعزا التقرير، أسباب استثناء سوريا والعراق من قرار بايدن، لاحتفاظ واشنطن بوجود عسكري، مايجعل القادة الميدانيين لديهم سلطة مستمرة ليقوموا بالتقدير حول القرارات العملياتية.
وبحسب التقرير، لا تزال واشنطن تعتبر سوريا والعراق من مناطق الأعمال العدائية النشطة، أو مناطق الحرب التقليدية.
ووفقاً لتقرير “CNN”، تشترط السياسة الجديدة موافقة بايدن قبل الشروع في تنفيذ غارة بطائرة مسيّرة، أو هجوم لقوة كوماندوز، مايعني أن السياسة الجديدة، ستحد من قدرة الولايات المتحدة على تنفيذ ضربات الطائرات المسيّرة، التي كانت في السابق وسيلة كثيرة الاستخدام.
إثبات عدم وقوع خسائر بشرية
وأشار التقرير، إلى أن السياسة الجديدة تُحتّم على المسؤولين أن يثبتوا عدم وقوع خسائر في صفوف المدنيين عند تنفيذ الضربة، وأن الشخص المُستهدف يشكل بالفعل تهديداً وشيكاً للولايات المتحدة.
وأكد تقرير الشبكة الأمريكية، بأنه وعلى الرغم من استثناء سوريا والعراق من هذه السياسة الأمريكية الجديدة، فإن الجيش الأمريكي يتعرّض لانتقادات منذ سنوات، لتسببه في مقتل مدنيين في ضربات طائرات كما حدث جراء غارة جويّة في شرق سوريا عام 2019.
وكان أحدث خطأ عسكري أميركي في سوريا وقع قي 3 من كانون الأول الماضي بمحافظة إدلب، عندما قصفت الطائرات الأميركية شخصاً كان يقود دراجة نارية، على طريق أريحا – المسطومة جنوبي إدلب، ما أدى إلى مقتله، وإصابة 5 مدنيين من عائلة واحدة كانوا قرب موقع القصف.
وسائل إعلام أميركية حققت بالضربات الجوية
كما كثّفت وسائل إعلام أمريكية تغطيتها حول إخفاء وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” معلومات ووثائق تتعلق بسقوط ضحايا مدنيين جراء الضربات الأمريكية على مواقع وأهداف في سوريا، وتحفّظها على نشر أعدادهم أو الاعتراف بهم، منذ عام 2014 وحتى اليوم.
ونُشرت تحقيقات عدة في صحيفة “نيويورك تايمز،” تظهر أن ضربات الطائرات المسيرة التي بات الجيش الأميركي يفضل اللجوء إليها منذ 2014 في حربه ضد الجماعات المتطرفة في أفغانستان والعراق وسوريا، تسببت في سقوط آلاف الضحايا المدنيين، بينهم كثير من الأطفال.