رصدت دراسة لمركز “حرمون” للدراسات، اليوم الإثنين، واقع الهجرة من مناطق سيطرة النظام بعد عام 2019، ودوافعها ووجهاتها وآثارها.
وخلصت الدراسة إلى عددٍ من النتائج، من بينها أن أغلب المقيمين في مناطق سيطرة النظام يرغبون في الهجرة، وأن النسبة ترتفع بين أوساط الشباب، وأن كبار السنّ هم الأقل رغبة في ذلك.
دوافع الهجرة
كذلك استنتجت الدراسة أن الدافع الاقتصادي عند الشباب، وما يرتبط به من عدم القدرة على تلبية الحاجات الأساسية للحياة (ماء، كهرباء…)، وفقدان الأمل بالحل بعد 11 سنة من الحرب، والخوف الأمني من الاعتقال أو بسبب الخدمة الإلزامية للذكور، وانعدام الأمن بالنسبة للإناث، هي العوامل الأكثر دفعًا للراغبين في الهجرة.
وكان أغلب المهاجرين من المتعلّمين وأصحاب المهن والحِرف، ومن هم في سن الجامعة، ورجال الأعمال والمستثمرين والصناعيين.
ولم يكن لدى معظم الراغبين في الهجرة رفاهية الاختيار؛ فالوجهة والطريق يتعلّقان بإمكانات التوفر، وإمكانات المهاجر.
وشكلت الإمارات العربية المتحدة والعراق ومصر الوجهات الأكثر هجرة إليها، إضافة إلى الشمال السوري ومناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”.
صفات المهاجرين ووجهاتهم
واختلفت صفة المهاجرين إلى كل منطقة، حيث توجّه الصناعيون والتجار وبعض من يرغب في متابعة التعليم إلى مصر، وتوجه من يملك مالًا وحرفة مميزة إلى الإمارات العربية المتحدة، أما من ليس لديه إمكانات مادية كبيرة، من كل الفئات، فتوجه إلى الشمال السوري، مع ملاحظة أن أغلبهم كان يرغب في المتابعة إلى أوروبا.
وأوضحت الدراسة، أن الرغبة في الهجرة تضعف كل ارتفع عمر الشخص، مشيرة إلى أن كبار السن هم الأقل رغبة في الهجرة، على عكس فئة العازبين.
ولفتت إلى أنه كلما ارتفع المستوى التعليمي زادت الرغبة بالهجرة، إذ أبدى 86% من حاملي “الدراسات العليا” رغبتهم بالهجرة، فيما تصل النسبة إلى 76% عند غير المتعلمين.
وتحدثت الدراسة عن أن النازحين عن مناطقهم أشد رغبة للهجرة ممن بقوا في منازلهم، إذ تتراوح نسبة الراغبين منهم بالهجرة بين 66% إلى 85% ، فيما وصلت نسبة الراغبين بها من حلب 76% ومن درعا 50%.
الهجرة الاقتصادية
يمكن تسمية الهجرة التي تجري من مناطق النظام بالهجرة الاقتصادية، حيث تهدف إلى تأمين فرص عمل أفضل وحياة كريمة، ولاتنطبق عليهم صفة اللاجئين، لعدم وجود خطر على حياة أغلبهم وفق ماذكرت الدراسة.
وقد أطلق المشاركون في الاستبيان والمقابلات على هجرتهم عدة تسميات منها: “تطفيش، هجرة اقتصادية، البحث عن وجود، البحث عن حياة، هجرة اليأس من حالة البلد، هجرة لكسب الحياة الكريمة .. الخ”.
آثار سلبية على المجتمع وفائدة للمهاجر
تترك تلك الهجرة آثار سلبية على المجتمع السوري، من خلال إفراغها للشباب منه، مايحوله لمجتمع كهل غير منتج.
ويضاف إلى ذلك وفق الدراسة، نقص في اليد العاملة ببعض المهن كالطب والمهن الحرفية، وخللاً ديموغرافياً يؤدي لزيادة نسبة الإناث على الذكور، مايؤدي لظهور مشكلات اجتماعية.
ولكن آثار تلك الهجرة على المهاجر تبقى إيجابية، تؤمن له في الغالب حياة كريمة، وتتيح له إرسال حوالات مالية لأهله داخل سوريا، خاصة وأنها باتت مصدراً أساسياً لدخل كثير من العائلات.