تحدثت منظمة “هيومن رايتس ووتش عن أن الأطفال ذوو الإعاقة في سوريا تُركوا دون حماية، وسط تجاهل عمل الأمم المتحدة ومنظماتها لهم بشكل كبير، ناهيك عن تعرضهم للأذى وافتقارهم إلى الرعاية الصحية والخدمات الأساسية.
وذكرت المنظمة في تقريرها، الذي يحمل عنوان، “كان من الصعب حقًا حماية نفسي“، أمس الخميس، أن “الأطفال ذوي الإعاقة المحاصرين في سوريا معرضون بشكل أكبر للأذى ويفتقرون إلى الرعاية الصحية أو التعليم أو المساعدات الإنسانية اللازمة لحماية حقوقهم الأساسية”.
وقالت الباحثة في مجال حقوق ذوي الإعاقة، في “هيومن رايتس ووتش”، أمينة سيريموفيتش،”يدخل أحد أكثر النزاعات دموية في العالم، عامه الثاني عشر، وله تأثير مدمر على الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة”.
وأضافت أن على الأمم المتحدة وحكومة النظام والحكومات الأخرى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية، والتأكد من توفر الدعم الذي يلبي احتياجات الأطفال ذوي الإعاقة ويحمي حقوقهم”.
وطالبت المنظمة الأمم المتحدة وحكومة النظام والحكومات المعنية بضمان الحماية والمساعدة لتلبية احتياجات الأطفال ذوي الإعاقة في سوريا، على وجه السرعة.
فشل بمعالجة احتياجات الأطفال المعاقين
وفشلت العمليات الإنسانية في سوريا في تحديد ومعالجة حقوق واحتياجات الأطفال الذين يعانون من أنواع مختلفة من الإعاقات بشكل كاف على الرغم من المبالغ الطائلة التي تقدم في المساعدات.
ووجدت “هيومن رايتس ووتش”، أن عمل الأمم المتحدة لمساعدة الأطفال المتأثرين بالنزاع المسلح لا يزال يتجاهل الأطفال ذوي الإعاقة إلى حد كبير.
وقابلت المنظمة 34 طفلاً وشابًا من ذوي الاحتياجات الخاصة وأفراد عائلاتهم ، فضلاً عن 20 عاملاً في الأمم المتحدة والرعاية الصحية والإنسانية.
وركزت المنظمة بشكل أساسي على الأشخاص الذين يعيشون في شمال غرب وشرق سوريا، لأن الاحتياجات الإنسانية في هذه المناطق مرتفعة بشكل خاص وتفتقر إلى البنية التحتية.
وتحدثت والدة فتاتين تبلغان من العمر 7 و 9 سنوات، مصابات بإعاقات سمعية، للمنظمة، عن أن مدرسًا قال لها، “لا يمكنك تعليم بناتك لعدم وجود متخصصين لحالتهن”.
بينما أشار أحد العاملين في المجال الإنساني إلى أنه “لم يتم تدريب الكوادر الإنسانية على دعم الأشخاص ذوي الإعاقة، ولا يزال معظمها يعتقدون أن دمج المعاقين يتعلق بمراكز إعادة التأهيل، وبناء المنحدرات، وتوفير الكراسي المتحركة”.
الأطفال ذوي الإعاقة وتأثير الأزمة الاقصادية
وغالبًا ما يكافح الأشخاص ذوو الإعاقة في سوريا، بمن فيهم الأطفال، للفرار من الهجمات، لا سيما بسبب عدم الوصول إلى الأجهزة المساعدة أو التحذيرات المسبقة الفعالة والشاملة.
وتراجعت قدرة السوريين، وخاصة الأطفال ذوي الإعاقة وأسرهم، على إعمال حقوقهم واحتياجاتهم الأساسية، بما في ذلك الغذاء والمأوى، بسبب اشتداد الأزمة الاقتصادية في سوريا.
وساهم تدمير البنية التحتية المادية وأنظمة الدعم كما أثر الفقر المرتبط بالوضع في سوريا، على أسر الأطفال ذوي الإعاقة الذين يحتاجون إلى رعاية صحية وعلاج وأجهزة مساعدة وخدمات اجتماعية.
ووفق الأمم المتحدة، يعاني ما يقرب من 28%من السوريين من إعاقة، أي ما يقرب من ضعف المعدل العالمي، بسبب إصابات الحرب ونقص الوصول إلى الرعاية والخدمات.