نصحت مجموعة من العلماء المسلمون، اليوم الأحد، “حركة المقاومة الإسلامية” (حماس) بمراجعة قرارها التطبيع مع النظام السوري.
ونقلت وكالة “الأناضول” التركية، بياناً لمجموعة من العلماء المسلمين، سبق أن التقوا بقيادة المكتب السياسي للحركة، موضحين أن سبب اللقاء “الاستماع منهم مباشرة حول ما يتعلق بقرارهم الخاص باستعادة العلاقة مع النظام السوري والقيام بواجب النصيحة”.
وأوضح البيان أن في قرار الحركة “مفاسد عظيمة، في نظر الحاضرين يقتضي أن تقوم الحركة بمراجعته وإعادة دراسته في ضوء ما ذكره العلماء، لاسيما وأنه يتعارض مع المبادئ والقيم والضوابط الشرعية ”.
ولفت البيان إلى أن رئيس المكتب السياسي لـ”حماس”، إسماعيل هنية، وعد بعرض بيان ورأي العلماء على مكتب الحركة في أقرب اجتماع له، مشيرا إلى أنهم ينتظرون رد قيادة الحركة للقيام بـ”الواجب الشرعي المناسب للموقف والمحقق لمصلحة قضية فلسطين التي هي قضية المسلمين جميعًا”.
ووقع على البيان كل من “مفتي سوريا” المنتخب من قبل “المجلس الإسلامي السوري”، أسامة الرفاعي، ورئيس هيئة علماء اليمن، عبد المجيد الزنداني، والأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي القره داغي، ونائب رئيس الاتحاد، عصام أحمد البشير، بالإضافة إلى عضو مجلس أمناء الاتحاد، عبد الحي يوسف.
كما وقع على البيان أيضًا عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وصفي عاشور أبو زيد، والأمين العام لرابطة علماء المسلمين، محمد عبد الكريم، وأمين عام مجلس البحوث بدار الإفتاء الليبية، سامي الساعدي.
وجاء الكشف عن البيان يأتي بعد انتشار صورة تجمع الشيخ أسامة الرفاعي، برئيس المكتب السياسي لـ”حماس”، في 4 من تموز الجاري.
وأثار نشر صورة الرفاعي إلى جانب هنية ردود فعل غاضبة بين الناشطين السوريين، معتبرين أن الرفاعي بلقائه مع قيادي “حماس”، “يدوس على كرامة السوريين”، مطالبين بإقالته.
واعتبر الناشطون أن لقاء الرفاعي مع هنية، “غير مقبول”، بالنظر لوصف الأخير قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” الإيراني بـ “الشهيد” عند قتله من الولايات المتحدة في بغداد مطلع 2020.
وفي 5 من تموز، نشر “المجلس الإسلامي” توضيحًا عبر تسجيل فيديو مصوّر، في قناته الرسمية عبر “يوتيوب”، عرض فيه تفاصيل اللقاء وغايته.
وخلال الفيديو، قال المتحدث الرسمي باسم “المجلس”، الشيخ مطيع البطين، إن لقاء الرفاعي بإسماعيل هنية تمّ لأمر واحد، وهو تنبيه الحركة بغرض ثنيها عن قرار إعادة علاقتها بالنظام السوري المجرم، بحسب البطين.
“حماس” والنظام السوري
وكانت “حماس” أعلنت أواخر حزيران الماضي، إعادة العلاقات مع النظام السوري بعد 10 سنوات من القطيعة، وإغلاق مكتب الحركة في العاصمة السورية، دمشق، إثر معارضة “حماس” للنظام السوري مع انطلاق الثورة السورية عام 2011.
وصرح مصدر من داخل الحركة، طلب عدم نشر اسمه، بحسب ما نقلته وكالة “رويترز” في 21 من حزيران الحالي، أن الجانبين عقدا عدة اجتماعات “رفيعة المستوى” للوصول إلى هذا القرار.
وكان لإيران و”حزب الله” اللبناني دور بارز في الوصول إلى مصالحة بين حركة “حماس” والنظام السوري، بعد سنوات من القطيعة.
ومرت العلاقات السياسية بين حركة “حماس” والنظام السوري بتقلبات منذ تأسيسها، بدأت بمرحلة التردد بفتح أبواب دمشق أمامها في عهد الرئيس السابق، حافظ الأسد، في تسعينيات القرن الماضي، قبل تطور العلاقة بشكل تدريجي لتصل إلى مرحلة الازدهار ثم القطيعة في عهد بشار الأسد.