تشهد أسواق دمشق، مع اقتراب عيد الأضحى، مستويات قياسية لأسعار مستلزمات العيد كالحلويات ما أدى لتراجع شرائها بنسبة 80٪، توازيا مع توقعات بارتفاع طفيف ستشهده أسعار الفواكه.
ويأتي هذا في ظل وجود مفارقة وفجوة كبيرة بين دخل المواطن والإنفاق المطلوب وخاصة مع تدهور سعر صرف الليرة السورية.
مبيعات الحلويات لاتتجاوز 20٪
وقال رئيس مجلس إدارة “الجمعية الحرفية لصناعة البوظة والحلويات والمرطبات”، بسام قلعجي، إن نسبة “كبيرة” من المواطنين المقيمين في مناطق سيطرة النظام السوري، عزفت عن شراء الحلويات، معتبرًا أنهم غير قادرين على تأمين مستلزماتهم الأساسية ليقوموا بشراء الحلويات.
وأوضح قلعجي في حديث إلى صحيفة “تشرين” الحكومية أمس الأربعاء ، إن نسبة مبيعات محال الحلويات في اليوم الواحد تصل إلى 20% فقط من نسبتها في مواسم الأعياد السابقة.
وأشار إلى أن التراجع عن شراء الحلويات، أدى إلى توقف عدد من مطابخ الحلويات عن العمل في هذا القطاع، وخسارة رأس المال، فضلًا عن هجرة الحرفيين خارج سوريا.
وبرر قلعجي ارتفاع أسعار الحلويات، بارتفاع أسعار المواد الأولية لصناعة الحلويات (سكر، طحين، سمون، زيوت)، بالإضافة إلى شراء المصانع أسطوانة الغاز بسعر 225 ألف ليرة، وليتر المازوت بأربعة آلاف ليرة، وهي تكاليف تنعكس على المنتج النهائي، بحسب تعبيره.
ويعاني حرفيو الحلويات من عدم وصول الكهرباء بانتظام إلى ورشاتهم، ما يضطرهم لدفع تكاليف إضافية على المحروقات لتشغيل “المولدة”.
ارتفاع بنسبة 10٪ في أسعار الفواكه
في سياق متصل، كشف عضو لجنة تجار ومصدّري الخضار والفواكه بدمشق محمد العقاد، عن أن أسعار الفواكه من الممكن أن ترتفع قليلًا خلال وقفة عيد الأضحى بنسبة لا تتجاوز 10% بسبب زيادة الطلب عليها أكثر من الخضار.
وبحسب ما نقلته صحيفة “الوطن” المحلية عن العقاد، أكد أن أسعار الخضار في سوق “الهال” لم تشهد أي ارتفاع خلال الفترة الحالية بل تواصل أسعارها بالانخفاض يوميًا، في حين أن أسعار الفواكه هي التي ترتفع.
وأضاف أن سعر ليتر المازوت بالسوق السوداء أصبح اليوم بحدود 6500 ليرة، ما يعني أن أسعار مبيع الخضار بالمجمل اليوم لا تغطي تكلفتها.
وأشار إلى أن سعر كيلو البندورة “الحورانية” بالجملة اليوم يتراوح بين 700 و800 ليرة، والبندورة الساحلية بين 400 و600 ليرة، وكيلو الكوسا بالجملة بحدود 400 ليرة، والخيار البلدي نوع أول بـ700 ليرة.
تراجع في حركة الأسواق السورية
وتشهد أسواق العاصمة دمشق تراجعًا بنسبة تراوحت بين 50 و60%خلال فترة ما قبل العيد، مقارنة بالحركة التي سبقت عيد الفطر الماضي، ، وفق ما ذكره نائب رئيس جمعية حماية المستهلك في دمشق وريفها، ماهر الأزعط، أمس الأول.
وعزا الأزعط تراجع الحركة إلى غلاء أسعار المواد من جهة، وصعوبة وصول المواطنين من الريف إلى المدينة، نتيجة أزمة المواصلات الحالية، من جهة أخرى.
وتشهد مناطق سيطرة النظام، كمختلف مناطق سوريا، أوضاعًا اقتصادية ومعيشية صعبة، تتجلى بارتفاع أسعار السلع والمنتجات، وانخفاض قيمة الأجور والمعاشات، بالإضافة إلى انخفاض قيمة الليرة أمام الدولار الأمريكي.