كشفت إدارة مكافحة المخدرات في حكومة النظام السوري، اليوم الثلاثاء، عن تسجيل 5 آلاف قضية مخدرات في سوريا منذ مطلع 2022.
ونقلت صحيفة “الوطن” المحلية، عن مدير الإدارة، العميد نضال جريج، قوله إن عدد القضايا المتصلة بالمخدرات وصل إلى 4991 قضية، في حين وصل عدد المتهمين إلى 6408 متهمين.
وأشار إلى أن عام 2021 سجل 9260 قضية، في حين وصل عدد المتهمين إلى 11730 متهماً، معتبراً أن تزايد تعاطي المخدرات، يعود إلى الحرب التي خلقت “البيئة والأرضية المناسبة لتزايد الحالات”، بحسب قوله.
سوريا بلد “عبور” فقط
وأكد جريج أن “سوريا ما زالت بلد عبور بحكم موقعها الجغرافي، وهي بعيدة كل البعد عن زراعة وصناعة المخدرات”، موضحاً أن الفئة المستهدفة من قبل تجار المخدرات هي بين سن الـ15 والـ25 سنة.
وضرب مثلاً عن بعض الوسائل الفنية التي استخدمها مهربو المخدرات منها ضبط كميات من المخدرات كانت مخبأة ضمن قواعد أوان منزلية بطريقة فنية، بحيث بإمكان الشخص أن يكشف عن عدة طبقات في هذه الأواني من دون أن يكتشف كميات المخدرات المهربة.
واعتبر أن هناك تناقصًا في استخدام المخدرات جرى بعد “تحرير الكثير من المناطق من الإرهابيين وتجار المخدرات الذين يبحثون عن حامٍ لهم لترويج كميات المخدرات”، بحسب تعبيره.
ونفى أن يكون هناك انتشارًا واسعًا لتعاطي المخدرات، كما تنشر وسائل التواصل الاجتماعي، معتبراً إياها دون مصداقية، مبيّناً أن إدارة مكافحة المخدرات هي المرجع في هذا الموضوع.
ويحاول النظام عبر شبكته الإعلامية، الترويج بشكل دائم بأنه يستهدف تجارة المخدرات، بشكل يناقض الحقائق عن مصادرة الموانئ الدولية والمعابر الحدودية لشحنات المخدرات وحبوب “الكبتاغون”، والتي يقف وراءها أشخاص من دائرة النظام نفسه أو داعمة له.
وتجلى آخر هذه الحقائق، بما كشفه تقرير لمجلة “ديرشبيغل “، عن أن السلطات الألمانية، تعتزم محاكمة 4 من المشتبه بتورطهم مع النظام السوري بقضايا تجارة المخدرات في سوريا.
وتؤكد تقديرات متحفظة قدمها معهد نيولاينز الأميركي بأن القيمة الإجمالية لشحنات المخدرات التي جرى تهريبها، بلغت 5.7 مليارات دولار أميركي على أقل تقدير خلال عام 2021، ولكن لا أحد يعرف كم يبلغ حجم الكميات التي وصلت إلى وجهتها.
بكات تهريب المخدرات يديرها أقارب الأسد
وفي كانون الأول 2021، كشف تحقيق صحفي نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، عن أن صناعة المخدرات في سوريا وتهريبها لدول الخليج ولاسيما حبوب “الكبتاغون”، ازدهرت مؤخراً عبر شبكات يديرها أقارب رأس النظام بشار الأسد مع شركاء أقوياء.
وأوردت الصحيفة، في تحقيق استند إلى معلومات جهات تطبيق القانون ومسؤولين في 10 دول ومقابلات مع خبراء مخدرات دوليين وآخرين، أن “قسطا كبيرا من إنتاج وتوزيع حبوب الكبتاغون تشرف عليه الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد”.
وأضافت أن الحرب في سوريا، تركت النخب العسكرية والسياسية تبحث عن طرق جديدة لكسب العملة الصعبة والالتفاف على العقوبات الأميركية.
وتوصل التحقيق إلى أن من بين اللاعبين الرئيسيين في هذه التجارة المربحة رجال أعمال تربطهم علاقات وثيقة بحكومة النظام و”حزب الله” اللبناني، وأعضاء آخرين من عائلة بشار الأسد.