كشفت قناة إسرائيلية، أمس الأحد، عن وجود مفاوضات سرية لإبرام “اتفاق استثنائي” يتم بموجبه نقل النفط الإيراني إلى سوريا بموافقة أمريكية.
وقالت القناة “12” في تقرير لها: “في إطار تسهيل تجديد الاتفاق النووي مع إيران، تجري الولايات المتحدة مفاوضات سرية بشأن نقل النفط من إيران إلى سوريا”.
ورجحت “إبرام اتفاق ثلاثي واستثنائي جدا يضم كلا من إيران والولايات المتحدة وإسرائيل، والذي من خلاله تدرس إمكانية السماح بمرور النفط الإيراني إلى سوريا”.
وأضافت أن إسرائيل، قد توافق على تخفيف مشروط للعقوبات، موضحة أن ثلاث ناقلات نفط في طريقها بالفعل إلى سوريا، بعد أن حملت سابقًا أسلحة لـ”حزب الله” من إيران إلى سوريا.
ولفت تقرير القناة إلى أنه إذا وافقت إسرائيل على نقل النفط، فسيكون ذلك بشرط وجود رقابة أمريكية كاملة وشفافية إيرانية، لضمان عدم استخدام الآلية لنقل الأسلحة.
وفي 16 من حزيران الحالي، قال مدير عام مصفاة “بانياس”، محمود قاسم، إن إيران أرسلت ثلاث ناقلات نفط إلى سوريا.
وأوضح قاسم في حديث إلى صحيفة “تشرين” الحكومية، أن الناقلة الثالثة محمّلة بحوالي 300 ألف برميل نفط.
وأشار إلى انتهاء تفريغ الناقلة النفطية الأولى ذات السعة 250 ألف برميل، التي وصلت قبل أيام، كما أن العمل مستمر على تفريغ الناقلة الثانية التي تحمل على متنها مليونًا ونصف مليون برميل نفط خام.
الخط الائتماني الإيراني الجديد
ويأتي هذا، بعد تفعيل الخط الائتماني الإيراني الجديد إلى سوريا، دون أن يتم الكشف عن قيمته، ولا كيفية سداده من النظام السوري، والذي سيغطي الوقود ومواد أساسية.
ووفق وسائل إعلامية محلية في دمشق، فإن تجديد الخط الائتماني، سيؤدي لتراجع طفيف في أزمة الوقود، لكنها لن تختفي تماماً.
وتحتاج سوريا لـ 3 ملايين برميل نفط شهرياً، وفق مسؤولي النظام، ما يعني أن النفط الإيراني يقدم حلاً جزئياً لأزمة الوقود.
أزمة المحروقات في سوريا
واشتدت أزمة المحروقات في مناطق سيطرة النظام منذ شباط الماضي، وذلك تزامنًا مع بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، لتتقلص بعدها مخصصات المواطنين من المازوت، ومخصصات العاملين على وسائل النقل من مادتي المازوت والبنزين، ما دفع بأسعار المحروقات في “السوق السوداء” للارتفاع إلى مستويات غير مسبوقة.
ونتيجة لعدم حل أزمة المحروقات، أعلنت محافظة دمشق، في 9 من حزيران الحالي، أنها لن تزود “السرافيس” بمادة المازوت يومي العطل الأسبوعية (الجمعة والسبت ).
و جاء قرار المحافظة، وسط وعود لم تُنفذ كانت تنص على أن يجري تعويض المواطنين بدلًا عن غياب “السرافيس”، “بتسيير باصات للنقل الداخلي بعدد 200 باص على مدار الساعة خلال يوم السبت، إلى جانب باصات القطاع الخاص”.
وهذا ما لم يحدث، إذ قال مدير النقل الداخلي بدمشق، موريس حداد، إن محافظة دمشق تحتوي على 100 باص نقل للقطاع العام، و 130 باصًا للقطاع الخاص، لكن تم تخفيض هذا العدد يومي الجمعة والسبت الماضيين إلى 60 باصًا فقط لـ”منع هدر الوقود”.