قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، إن بلاده تواجه المزيد من المشاكل مع الميليشيات الإيرانية على حدودها مع سوريا، معلناً في الإطار ذاته دعمه لفكرة إنشاء حلف “ناتو عربي”.
وتحدث الملك الأردني، أمس الجمعة في مقابلة مع قناة “CNBC” الاقتصادية، ستذاع كاملة بداية الشهر المقبل عن أن بلاده تنظر إلى وجود القوات الروسية في سوريا كعنصر إيجابي ومصدر استقرار، والذي تضاءل منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية.
وأضاف الملك عبد الله: “واجهنا المزيد من المشاكل مع الميليشيات الإيرانية على حدودنا مثل تهريب المخدرات وتهريب الأسلحة، وعاد تنظيم داعش الإرهابي للظهور مرة أخرى”.
وتواجه الأردن بشكل شبه يومي تحديات أمنية ولاسيما مع مهربي المخدرات على حدودها مع سوريا، مادفعها لإعلان تطبيق قواعد الاشتباك في الشتاء الماضي.
“الناتو العربي”
في الأثناء، أكد العاهل الأردني، أنه يؤيد تشكيل حلف عسكري يشبه حلف شمال الأطلسي “الناتو” في الشرق الأوسط، ويمكن لذلك أن يتم مع دول تشترك بالعقلية ذاتها.
وأضاف: “أود أن أرى المزيد من دول المنطقة وهي تدخل ذلك التجمع، كما أود أن أكون من بين أوائل الأشخاص الذين يصادقون على قيام حلف ناتو شرق أوسطي”.
وأوضح الملك عبدالله بأن “حلفاً عسكرياً كهذا ينبغي أن يكون بغاية الوضوح .. يجب أن يكون البيان الذي يرسم رسالة ذلك الحلف غاية في الوضوح، وإلا فإنه سيربك الجميع”.
ولفت إلى أن عمّان تعاملت بشكل فعال مع حلف شمال الأطلسي “الناتو”، ولهذا تعتبر نفسها شريكاً لهذا الحلف، بعدما حاربت مع قوات حلف شمال الأطلسي يداً بيد على مدار عقود.
معوقات تواجه تأسيس الحلف
وضوح الفكرة والخلافات بين دول الشرق الأوسط، من بين أهم المعوقات لنجاح فكرة التحالف، وفق الخبير العسكري والاستراتيجي، الأردني، فايز الدويري.
الدويري، أكد لموقع “الحرة” أن مثل هذا المشروع يحتاج توافقا بين الدول الأعضاء على أكثر من صعيد، ناهيك عن ضرورة وضوح دور كل دولة، وشكل التحالف ومهامه، وهوية الدول الأعضاء.
وكشف أن حديث العاهل الأردني “ربما جاء بعد تأكيدات عن نية واشنطن في دعم الفكرة” لكنه أشار إلى أن وجود خلافات بين الكثير من الدول التي من المزمع أن تكون عضوا في هذا التحالف قد يعيق تبلور الفكرة على أرض الواقع.
يُشار إلى أن فكرة إنشاء تحالف عسكري في الشرق الأوسط كثيرا ما راودت دول المنطقة بسبب تزايد التهديد الإيراني.