مع الأخبار شبه اليومية عن عمليات تهريب المخدرات من الأراضي السورية باتجاه الأردن، إلى جانب الإعلانات الأردنية عن ضبط شحنات للمخدرات واستهداف مهربين، تصاعد الحديث مجددًا عن احتمالية سعي الأردن لإعادة تفعيل نشاط فصائل المعارضة السورية في المنطقة.
ونقلت صحيفة “المدن” السورية عن مصدر عسكري من “مغاوير الثورة”، لم تسمِّه، قوله، إن واشنطن بدأت بالفعل عقد اجتماعات مع مخابرات الأردن التي تمتلك مقرًا في قاعدة “التنف”، للنظر بالآليات الواجب استخدامها بهدف تشكيل مجموعات مدعومة من قبلها، بسبب التهديدات المتواصلة على حدودها.
وتتجه قاعدة “التنف” التابعة للتحالف الدولي الموجودة على المثلث الحدودي السوري- العراقي-الأردني، نحو دعم مجموعات مسلحة، والتعاون مع أخرى من أجل مواجهة خطر الوجود الإيراني الآخذ بالتمدد على الحدود الشمالية للأردن، بحسب الصحيفة.
“مغاوير الثورة” يعلّق
تواصلت عنب بلدي مع المكتب الإعلامي لـ”جيش مغاوير الثورة”، للوقوف على نوع ومهمة المجموعات التي يُحتمل تشكيلها بدعم من قوات التحالف الدولي في المنطقة، والاستفسار عن دقة المعلومات التي تحدثت عنها وسائل الإعلام العربية والمحلية.
عضو المكتب الإعلامي لـ“مغاوير الثورة” أحمد الخضر، قال لعنب بلدي، إن أي معلومات عن دعم مباشر لتشكيل فصائل هي معلومات غير دقيقة.
وأشار الخضر إلى أن التعاون القائم في الجنوب السوري بين مجموعات محلية وقوات التحالف الدولي المُتمركزة في قاعدة “التنف” العسكرية شرقي محافظة حمص، والمطلة على بادية السويداء، هو تعاون أمني لا أكثر.
ومن المجموعات التي أكّد عضو المكتب الإعلامي وجود تعاون مشترك معها هو فصيل “مكافحة الإرهاب” المتمركز في محافظة السويداء، والذي سبق أن أعلن تحالفه مع “التنف” عبر معرفه الرسمي في “فيس بوك”.
وفي آذار الماضي، سلّم فصيل “مكافحة الإرهاب” من وصفه بـ”عميل الأمن العسكري” جودت حمزة، للقاعدة العسكرية الأمريكية في منطقة التنف، لضلوعه بالعمل لمصلحة “حزب الله” اللبناني في نقل وترويج المخدرات داخل محافظة السويداء جنوبي سوريا.
وقالت شبكة “السويداء ANS” المحلية، والمقربة من الفصيل المحلي، إن جودت حمزة اعترف خلال التحقيق معه بخطوط التهريب في السويداء، وكيفية حصولهم على شحنات المخدرات من قبل “حزب الله”، وطرق وصولها إلى السويداء، ومن ثم نقلها نحو الأردن، وتوزيع قسم منها على أبناء المحافظة في المدارس.
وبحسب الشبكة، فإن حمزة اعترف بضلوع أسماء وشخصيات من أبناء المحافظة في تجارة وتهريب المخدرات، إضافة إلى ضلوع فرع “الأمن العسكري” التابع لقوات النظام في السويداء بعمليات تجارة المخدرات في المنطقة.
وهو ما أكده المكتب الإعلامي لـ”مغاوير الثورة” عبر معرفاته الرسمية حينها، دون الكشف عن تفاصيل إضافية.
“الجنوب مؤهل”
عنب بلدي سألت المحلل العسكري العقيد أحمد حمادي، عن احتمالية عودة التشكيلات العسكرية المعارضة إلى الجنوب السوري، وهو ما اعتبره العقيد حمادي أمرًا مستبعدًا حاليًا.
وبحسب معلومات، قال حمادي إنه مطّلع عليها، فإن أي خطة لإعادة تفعيل هذه التشكيلات في المنطقة الجنوبية من سوريا، هو أمر بعيد عن الواقع في الوقت الراهن.
لكنه أشار إلى أن المنطقة مستعدة لمثل هذا النوع من التغييرات الجذرية في حال حدوثها، إذ لا تزال المنطقة مستعدة للمواجهة، كما لا تزال تعتبر من المناطق المعارضة للنظام السوري.
وتعتبر عمليات الاستهداف مؤشرًا على استعداد المنطقة لمثل هذه التغييرات، بحسب حمادي، إذ لا يكاد يمر يوم دون استهداف عناصر وقياديين من قوات النظام في المحافظة.
وأصدر مكتب “توثيق الشهداء” في درعا، في 1 من حزيران الحالي، إحصائية شهرية عن أعداد القتلى في المحافظة خلال أيار الماضي، بلغت 27 قتيلًا نتيجة عمليات استهداف متفرقة شهدتها المحافظة.
ماذا عن النظام
صادف مطلع حزيران الحالي الذكرى السنوية الأولى للحصار العسكري الذي فرضته قوات النظام السوري على مدينة درعا البلد جنوبي سوريا، والذي دفع بمقاتلين محليين من المحافظة إلى الهجوم بأسلحتهم الخفيفة على حواجز لقوات النظام بالريف الشرقي لدرعا في محاولة منهم لتخفيف الحصار عن المدينة.
وفي 29 من تموز 2021، اندلعت على حواجز النظام في الريفين الغربي والشرقي مواجهات مضادة للهجمة العسكرية التي شنتها قوات النظام السوري على مدينة درعا البلد.
وأسفرت هذه المواجهات عن سيطرة المقاتلين المحليين على حواجز النظام لعدة ساعات، وأسر المئات من مقاتليه، إلا أنهم انسحبوا منها وأفرجوا عن الأسرى بعد مرور بضع ساعات، في محاولة منهم لدرء التصعيد، بحسب مراسل عنب بلدي في درعا.
وهو ما اعتبره العقيد أحمد حمادي دليلًا على أن النظام السوري مُنهار على الصعيد العسكري، إذ لا يمكن له الصمود أمام مجموعات عسكرية مدعومة من قبل جهة دولية.
أجهزة النظام تستهدف الحلفاء
شهدت بلدة صيدا بريف درعا الشرقي، منتصف أيار الماضي، مداهمة قوات “اللواء الثامن” الموالي لروسيًا مجموعة محلية مرتبطة بفرع “المخابرات الجوية”، متهمة إياها بالتخطيط لعمليات اغتيال قياديين في “اللواء” التابع لـ”الفيلق الخامس” المدعوم من روسيا.
وقُتل خلال المداهمة الشاب نضال الشعابين، واعتُقل شقيقه بدر الشعابين، وبعض أفراد المجموعة التابعة للنظام.
من جانبه، نشر “تجمع أحرار حوران” الإعلامي المحلي، محادثات مسربة عبر تطبيق “واتساب” لأحد أعضاء المجموعة التابعة للنظام خلال حديثه مع قيادي في “المخابرات الجوية”، في أثناء طلبه الذخيرة والسلاح لتنفيذ عمليات استهداف يحددها مسؤول المخابرات، إضافة إلى تسجيل مصوّر لاعترافات أحد أعضاء المجموعة الأمنية التي ألقت قوات “اللواء” القبض عليه، خلال مداهمتها بلدة صيدا.
وظهر، بحسب المحادثات، إصرار ضباط النظام على تنفيذ العمليات من أجل الاستمرار بتقديم الدعم، إضافة إلى مبالغ كمكافأة على كل عملية استهداف لقيادي في “اللواء”.
خالد الجرعتلي _ عنب بلدي